في المقابل، نقلت «قناة CNN» عن مسؤولين في المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل، تأكيدهم أن «كابينت الحرب لم يوقّع بعد على الخطط التي قدّمها الجيش لإخلاء واجتياح رفح». ولكن لم يستبعد هؤلاء وقوع الهجوم على المدينة خلال شهر رمضان، رغم أن «الجيش الإسرائيلي لم يجهّز قواته بعد لعملية عسكرية هناك، وخطط إجلاء السكان من المدينة لم يتمّ الانتهاء منها بعد، ومثل هذا الأمر سيستغرق أسبوعين على الأقل».
أما في واشنطن، فكان «البيت الأبيض» يعيد التذكير بتصريح الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن أنه «لا عملية عسكرية في رفح، ما لم تكن هناك خطة لأمن أكثر من مليون مدني هناك»، وأنه «لم نرَ حتى الآن خططاً قابلة للتنفيذ بشأن أمن وسلامة أكثر من مليون مدني في رفح». كذلك، أعلنت الخارجية الأميركية أن «إسرائيل لم تقدّم لنا حتى الآن خطتها لحماية المدنيين قبل الشروع في عملية عسكرية في رفح». وفي سياق متصل، أكّد رئيس «لجنة المخابرات في الكونغرس» الأميركي، أمس، أن «أحد أهداف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو تدمير حماس، وهذا هدف غير واقعي»، فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنه «من الواضح لنا أنه في حال تقديم حماس مقترحَ صفقة تبادل مضاداً، سيرفضه نتنياهو فوراً»، وإعرابهم عن خشيتهم من أن «نتنياهو هو من سيفجّر المفاوضات، وفي كل الحالات فهو يماطل قدر الإمكان».
وكانت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل دانيكا هاينز، قالت، أمس، إن «الأزمة في غزة جدّدت عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط»، وإن «الحوثيين دخلوا الحرب، وأصبحوا الطرف الأكثر عدوانية في الصراع»، بينما «يُظهر تقييمنا أن حزب الله وإيران لا يريدان تصعيد الصراع وصولاً إلى حرب شاملة». بدوره، اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، أن «بدائل عدم التوصّل إلى اتفاق، ستكون أسوأ للمدنيين الأبرياء في غزة وللرهائن وعائلاتهم»، مؤكداً «(أننا) سنواصل العمل بجدّ من أجل التوصل إلى اتفاق ولا أعتقد أن أي شخص يمكنه ضمان نجاح ذلك».
جدّد نتنياهو التأكيد على مضيّه في عملية عسكرية في رفح
وعلى صعيد المفاوضات، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية «كان 11»، مساء أمس، أن «الفريق الإسرائيلي المفاوض نقل إلى القيادة السياسية، في اجتماع عُقد الليلة الماضية (الأحد)، رسائل متفائلة، مفادها أن حماس معنيّة بالتوصّل إلى صفقة أسرى في رمضان، وفي الوقت نفسه تسعى إلى إشعال الأوضاع الميدانية في إسرائيل والضفة الغربية». ونقل موقع «واللا»، من جهته، عن ثلاثة مصادر مطّلعة، أن «كابينت الحرب، قرّر استنفاد الضغوط التي يمارسها الوسيطان القطري والمصري على حركة حماس لدفعها إلى الموافقة على إطار الاتفاق المقترح لتبادل الأسرى، كما تقرّر عدم توسيع صلاحيات فريق التفاوض في هذه المرحلة». وأفاد الموقع بأن رئيس «الموساد»، دافيد برنياع، ورئيس «الشاباك»، رونين بار، والمفوّض بشؤون الأسرى والمفقودين، نيتسان ألون، أوصوا كابينت الحرب «بالانتظار بضعة أيام أخرى، لفحص ما إذا كانت حماس ستقدّم رداً جديداً يسمح بالتقدم نحو مفاوضات أكثر جدية وتفصيلاً». وأضاف التقرير أن الوسيطين المصري والقطري عقدا اجتماعات مع مسؤولين في «حماس»، في أعقاب المحادثات التي أجراها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في القاهرة والدوحة، في الأيام الماضية، ومارسا «ضغوطاً إضافية» على الحركة، في محاولة لدفع المفاوضات قدماً، وفق الزعم الإسرائيلي. وأفاد التقرير بأن «الوسطاء أطلعوا الجانب الإسرائيلي على الجهود المبذولة، وطلبوا من تل أبيب عدم اتخاذ أي إجراء والانتظار لمعرفة ما إذا كانت الجهود ستؤتي ثمارها». وخلال اجتماع «كابينت الحرب»، الأحد، اعتبر رئيس «الموساد» أنه «من الأفضل الانتظار يومين أو ثلاثة أيام حتى نرى نتائج ضغوط الوسطاء»، فيما أوصى الجنرال نيتسان ألون، أيضاً، بالانتظار لعدة أيام قبل اتخاذ أي إجراء في هذا الشأن، مشدّداً على ضرورة «توسيع صلاحيات فريق التفاوض إذا ما لم تسفر ضغوط الوسطاء في تغيير موقف المسؤولين في حركة حماس»، وذلك في ظلّ «الخطر المتزايد على حياة الأسرى».
بدوره، شدّد الوزير في «كابينت الحرب»، غادي آيزنكوت، خلال الاجتماع، على أنه «يتعيّن على إسرائيل اتّباع نهج أكثر مرونة في محاولة لدفع المحادثات إلى الأمام، وتجاوز العقبات التي تمنعها من المضي قُدماً»، مؤيداً في الوقت نفسه الانتظار بضعة أيام، بينما نبّه الوزير بني غانتس، إلى أن «البُعد الزمني يلعب دوراً مهماً عندما يتعلّق الأمر بحياة الرهائن»، وإن وافق أيضاً على مزيد من الانتظار.