القاهرة | فيما دخلت مفاوضات التهدئة بشأن قطاع غزة مرحلة جمود بشكل شبه كامل، تستشرف القاهرة رغبة إسرائيلية في تخفيف وتيرة القتال خلال الأيام المقبلة، بشكل من شأنه أن يطيل أمد الحرب. يأتي هذا في ظل إرجاء المفاوضات، التي كان يفترض استئنافها السبت الماضي في القاهرة، يوماً بعد آخر، وسط الاكتفاء باتصالات ثنائية وثلاثية مع مختلف الأطراف. ومع أن مصادر مصرية مطلعة نقلت إلى «الأخبار»، أن «من شأن الاتصالات الجارية تبديد النقاط الخلافية بين مطالب المقاومة وشروط الاحتلال»، إلا أن المسؤولين المعنيين بالملف «لا يرون أي جدوى من انعقاد اجتماعات في أي عواصم في الوقت الراهن»، وذلك على خلفية «استشعار رغبة إسرائيلية في إرجاء التوصل إلى هدنة إلى ما بعد الانتهاء من العملية العسكرية في مدينة خانيونس، فضلاً عن تحديد آليات التحرك في رفح».وعلى هذه الخلفية، تخشى القاهرة، في الوقت الراهن، من تحويل الاحتلال لأنشطته العسكرية في القطاع، بشكل تدريجي، إلى روتين يومي، بما يعزز التعايش مع الواقع المأسوي في غزة، ويضرّ بالقضية الفلسطينية. يأتي ذلك فيما لا يزال المسؤولون المصريون يبدون تحفظات بشأن «مطالب الاحتلال البقاء عسكرياً في القطاع خلال فترة التهدئة، والتمركز على الأطراف سعياً للتدخل في أي وقت يستشعر فيه وجود تحركات عسكرية للمقاومة»، على اعتبار أن «الهدنة وسط هذه الوقائع ستكون هشة».
وعلى مدار اليومين الماضيين، ناقش مسؤولون مصريون مع نظرائهم الأميركيين، خلال اتصالات مكثفة، فرص البحث عن حلول وسط لإيقاف الحرب بشكل عاجل، وهو ما اعتبره الأميركيون «أمراً غير قابل للتنفيذ، على الأقل في الوقت الراهن، نظراً إلى عدم استجابة الحكومة الإسرائيلية لمقترحات الإدارة الأميركية». وفي ظل تراجع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، و«تراجع مساهمات عدة دول»، بحسب المسؤولين المصريين، طلب هؤلاء من نظرائهم الأميركيين «العمل على تعزيز المساعدات التي ترسل من خلال معبر رفح خلال الأسابيع المقبلة».