ما بين 1000 و1500 مريض في القطاع، تتفاقم حالتهم الصحية بسبب نقص الخدمة الطبية والعلاجية والأدوية
وبحسب «المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان»، فإن مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة عموماً يواجهون حكماً بالموت البطيء، إذ إن ثمة ما بين 1000 و1500 مريض منهم، تتفاقم حالتهم الصحية بسبب نقص الخدمة الطبية والعلاجية والأدوية، وانهيار المنظومة الصحية في كلّ مناطق القطاع. ووثّق المركز، وفاة 20 مريضاً بالفشل الكلوي على الأقل بفعل الهجمات العسكرية الإسرائيلية على المنشآت الصحية، في حين يتهدّد الموت حياة 60 مريضاً آخر، وصلوا إلى مراحل متأخّرة في المرض.
في شمال غزة، يعيش المرضى هموماً أخرى. في شارع الجلاء، وهو واحد من أطول الشوارع التي تربط شمال القطاع بمدينة غزة، يقضي الحاج أبو عزمي ساعات طويلة، وهو يدفع زوجته المريضة على كرسيها المتحرّك لنقلها إلى مركز غسيل الكلى، إذ تسكن المسنّة التي تضطر لزيارة مستشفى الشفاء مرة أسبوعياً، في مخيم جباليا، ولا تمتلك العائلة المال الكافي للوصول بالسيارة إلى المستشفى. ويقول أبو عزمي لـ«الأخبار»: «ارتفعت أسعار المواصلات، من 5 شواكل، ذهاباً وإياباً، في فترة ما قبل الحرب، إلى 50 شيكلاً (15 دولاراً) الآن. لا أحد بوسعه توفير مبلغ كهذا. أولويات الحياة كثيرة. أمضي ساعتين مشياً على الأقدام، في طريق الذهاب، وساعتين في طريق العودة (...) الله يعلم قدر التعب، لكن بيهون لأجل الحاجة».
وتوضح أمّ عزمي أنها والمئات من المرضى، يعانون من نقص حادّ في الأدوية، ويفضّلون الجوع والصوم لأيام، على الأكل، لأن كل طعام يتناولونه، سيضطرهم لغسيل الكلى أكثر، وهذا غير متوفر. لذا، فهم أمام خياري الموت جوعاً، أو الموت نتيجة عدم توفر «بروتوكول» العلاج في مستشفيات شمال القطاع.