غزة | إذا لم تعلن الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال في قطاع غزة في أحد الأيام، فهذا لا يعني أن ذلك اليوم لم يشهد أي عمليات على الأرض، وإنما هو الفاصل الذي تحتاج إليه عودة المقاتلين من خطوط التماس والعُقد القتالية، ليبلغوا قيادتهم عما قاموا به، ويسلّموا ما يمتلكونه من مقاطع مصوّرة. وعليه، شهد، أمس، زخماً في بلاغات المقاومة، عوض الجفاف الذي شهده اليوم السابق.محور القتال الذي برز في المشهد من حيث شراسة القتال، كان «مدينة الزهراء» المحاذية للمحافظة الوسطى، وهي أقرب المعالم العمرانية من وادي غزة الذي يفصل بين شمال القطاع وجنوبه. هناك، أعلنت كل من «كتائب القسام» و«سرايا القدس» و«كتائب شهداء الأقصى»، عن عدد كبير من المهمّات الميدانية، كان أبرزها تمكُّن مقاومي «كتائب القسام» من استهداف قوة راجلة مكوّنة من 4 جنود أثناء قيامها بنقل عدد من العبوات الناسفة إلى داخل أحد المنازل. وجرى الاستهداف بقذيفة «تي بي جي» مضادة للتحصينات، ما تسبّب بمقتل الجنود الأربعة وتمزّقهم إلى أشلاء، بفعل انفجار العبوات الناسفة. كذلك، أبلغ «الإعلام العسكري لكتائب القسام» عن تفجير خمس دبابات من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105». أما «سرايا القدس»، فأعلنت أن مقاوميها فجّروا عدداً من الدبابات، وخاضوا مواجهات ضارية من مسافة صفر مع جنود الاحتلال، أدّت إلى مقتل وإصابة عدد منهم. أيضاً، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» أن مقاوميها تمكّنوا من تفجير دبابة بقذيفة «آر بي جي» شمال «مدينة الزهراء». كما قالت «السرايا» إن مقاوميها قصفوا تجمّعات العدو في المدينة المذكورة، بوابل مكثّف من قذائف الهاون.
وفي خانيونس جنوب القطاع، بدأ المقاومون بملاحقة دبابات العدو التي تراجعت إلى الأطراف الخارجية لـ«مدينة حمد»، التي أكّد مصدر في جيش الاحتلال أن القتال الذي دار فيها، كان من أشد وأشرس نقاط المعارك منذ بداية الحرب، قائلاً إن المقاتلين «انتحروا» وهم يدافعون عن كل شبر من الأرض فيها. وعند تلك الأطراف، أعلنت «كتائب القسام» أن مقاتليها تمكّنوا من تفجير ناقلة جند ودبابة «ميركافا» بقذيقتين، إحداهما من نوع «الياسين 105» والأخرى من نوع «تاندوم». كذلك، تمكّن مقاتلو «كتائب القسام» من استهداف ناقلة جند بعبوة «شواظ»، ثم أطلقوا قذيفة من نوع «تي بي جي» في محيط الناقلة المستهدفة.
وكانت «سرايا القدس» قد نشرت مقطعاً مصوّراً أظهر وحدة المدفعية التابعة لها، وهي تدكّ، أول من أمس، تحّشدات العدو في خانيونس بوابل من قذائف الهاون النظامية.