السلطات الموالية لـ«التحالف» كرّرت دعوتها «المجتمع الدولي» إلى الوقوف إلى جانبها لتفجير الحرب مرّة أخرى
وكانت وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ، والتي سبق لها أن أعلنت مطلع الشهر الجاري إحباط ما سمّتها «مؤامرة أميركية نفّذتها التنظيمات الإرهابية» في المحافظة ذاتها، عبّرت عن أسفها لسقوط ضحايا مدنيين. وأوضحت في بيان، أمس، أن ما حدث هو أن عدداً من رجال الأمن تعرّضوا لكمين مسلّح مساء الأحد الماضي، من قِبل «خارجين عن القانون»، أثناء قيامهم بدورية أمنية في مديرية رداع التي كانت أحد معاقل تنظيم «القاعدة» في البيضاء، ما أدى إلى مقتل عناصر الدورية. وكردة فعل وصفتها الوزارة بأنها «غير مسؤولة»، وخلال «نزول حملة لملاحقة المعتدين، استخدم بعض رجال الأمن القوة المفرطة، حيث حاصروا منزل الجناة الخالي من السكان في وسط رداع، وقاموا بتفجيره، ما أدى إلى تهدّم عدد من المنازل الشعبية الملاصقة له، وسقوط ضحايا من المواطنين».
من جهته، أكد مصدر محلي في البيضاء، لـ«الأخبار»، تعرّض أربعة منازل لأضرار بالغة جراء تفجير منزل الجناة. وعلى خلفية ذلك، وجّهت حكومة صنعاء وجّهت بإيقاف كل القيادات الأمنية العليا الضالعة في الحادثة، وإحالتها إلى التحقيق. كما وجّه قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، بسرعة تعويض ملّاك المنازل المتضرّرة، مقدّماً تعازيه لأسر الضحايا. أيضاً، توجّه وفد رفيع من قيادات «أنصار الله» إلى البيضاء لاحتواء تداعيات الحادثة، والتقاء مشايخ المحافظة ووجهائها، والاطلاع على مسار التحقيقات مع المتورطين، والوقوف على ترتيبات تعويض أسر الضحايا.
وفي ما يسلّط ضوءاً على دور للاستخبارات الأميركية في محاولات إثارة البلبلة في مناطق سيطرة صنعاء وتحديداً في محافظة البيضاء، بدأ الباحث سيف المثنى، الذي يعمل في «مركز واشنطن للدراسات اليمنية»، وهو واحد من أذرع الاستخبارات الأميركية، توزيع مقطع فيديو للحظة انهيار منزل خلال الاشتباك في مدينة رداع، على المنظمات الدولية كافة، إضافة إلى ترتيب بثه في قاعة الكونغرس الأميركي خلال جلسة خُصصت للتحريض ضد «أنصار الله»، وخصوصاً أن تسويق الحادثة يتزامن مع تحشيد أميركي لتصعيد عسكري في اليمن، لا يزال إلى الآن في إطار السيناريوات المحتملة.