منذ فجر الاثنين الماضي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصار «مجمع الشفاء الطبي» واقتحامه، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله، بالتوازي مع عمليات إعدام للعشرات من هؤلاء والنازحين، واعتقالات واسعة لآخرين، وقصف لمنازل قريبة، وهو ما يشير إلى سلوك انتقامي إسرائيلي متجدد، ويعبّر عن عجز العدو عن تحقيق إنجاز أمني أو عسكري ذي قيمة عالية. وبالرغم من المناشدات، لا يزال العدو يمتنع عن التنسيق مع جهات دولية كـ«الصليب الأحمر» من أجل السماح لطواقم «الدفاع المدني» بالوصول إلى الجرحى وتقديم المساعدة لهم. وفي الوقت الذي أكّد فيه «الدفاع المدني»، أن ذلك يشير إلى «إمعان (إسرائيلي) في سياسة الإعدام البطيء للمواطنين الأبرياء والجرحى المحاصرين»، أعلن جيش الاحتلال، في بيان، قتله 90 فلسطينياً وصفهم بـ«المخربين»، فضلاً عن التحقيق مع 300 «مشتبه فيهم» في «الشفاء»، فيما اعتقل 160 آخرين ونقلهم إلى الأراضي المحتلة للتحقيق، زاعماً، على جري عادته في حربه ضد المستشفيات، «العثور على وسائل قتالية»، ومدّعياً «تجنب المساس بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية». وفي السياق، تقدّم، أمس، عدد من آليات العدو في اتجاه مفترق حميد شمال المجمع الطبي، بينما لا يزال عدد كبير من العائلات محاصرين في حي الرمال ومحيط «الشفاء»، وسط ظروف مأسوية بسبب القصف العشوائي المستمر على المنطقة.وفي المقابل، وفي ظل صعوبة استخدام المقاومين الأسلحة غير الدقيقة في التصدي لهذا الاقتحام، بسبب وجود جنود العدو بين الغزيين، بثت «كتائب القسام» مشاهد جديدة للمعارك الضارية هناك، والتي أظهرت اقتراب مقاوميها من آليات عسكرية إسرائيلية واستهدافها بقذائف «الياسين 105»، وإصابتها إصابة مباشرة، واندلاع النار فيها. كما تجددت الاشتباكات في محيط حي الرمال ومفترق ضبيط وملعب فلسطين ومحاور أخرى. وفي محيط المنطقة الوسطى، استهدفت «القسام» ناقلة جند صهيونية، وتحديداً في مدينة الزهراء في المنطقة الساقطة نارياً، شمال غرب المحافظة الوسطى، والتي كانت قوات العدو قد توغّلت فيها، بعد إنهاء توغّلها في مدينة حمد شمال خانيونس. من جهتها، استهدفت «ألوية الناصر صلاح الدين» تجمعات لجنود الاحتلال وآلياته غرب «نتساريم» شمال المحافظة الوسطى بوابل من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل. أما في محور مدينة خانيونس، وتحديداً في منطقة القرارة في شمال المدينة، فأكد مقاومو «القسام» استهداف ناقلة جند صهيونية بقذيفة «الياسين 105»، بالإضافة إلى تفجير فتحة نفق بقوة إسرائيلية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
ارتكب جيش العدوّ، خلال أسبوع واحد، ثماني مجازر استهدفت العاملين في تأمين نقل المساعدات


وعلى خط مواز، تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف تجمعات اللجان الشعبية التي تساهم في تأمين نقل المساعدات، فضلاً عن ضباط شرطة موكلين بالمهمة نفسها. وصباح أمس، أعلن عن استشهاد مدير «لجنة الطوارئ» غرب غزة، أمجد هتهت، خلال عملية التأمين، بالإضافة إلى استشهاد 30 فلسطينياً على الأقل، في استهداف إسرائيلي لهم على «دوار الكويت»، أول من أمس. ويأتي ذلك في إطار سعي دولة الاحتلال لتكريس سياسة التجويع وتعميق الفوضى، وهو ما يدل عليه ارتكاب جيشها 8 مجازر خلّفت أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى من العاملين في هذا المجال، إضافة إلى المدنيين الساعين للحصول على الإغاثة، خلال أسبوع واحد. وفي السياق، حذرت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) من «مجاعة وشيكة في غزة»، بينما «يواجه أكثر من مليون فلسطيني مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي».
في هذا الوقت، خلال 24 ساعة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 10 مجازر ضد العائلات في القطاع، وسط القصف العنيف الذي طاول عدة مناطق، ووصل إلى المستشفيات. من ضحايا تلك المجازر: 104 شهداء و162 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وذلك وفقاً للتقرير الإحصائي اليومي الذي أصدرته وزارة الصحة في غزة، لليوم الـ 166 من العدوان الهمجي على القطاع. وبهذا، ترتفع حصيلة العدوان إلى 31923 شهيداً و74096 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.