في عُمق قلق أبو ظبي على سلامة نظام الحُكم، تأتي السعودية كتهديد حقيقي. فلم يكن عبثاً جنوح وليّ عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، إلى محاولة التحكّم بسلوك نظيره السعودي، محمد بن سلمان، المندفع والقليل التجربة، بعدما ساهم بنفسه في رفعه إلى مرتبة الحاكم الفعلي للمملكة، قبل أن يفطن الأخير إلى مكائد جاره، فيُخرج الخلافات المتراكمة معه إلى العلن دفعة واحدة، بعد سنوات من التحالف المصطنع، الذي أمْلته لحظة اضطراب إقليمي كانت تفرض مثل هذا التلاقي، حمايةً لهما معاً. والتهديد السعودي لنظام الإمارات يصبح أبلغ أثراً عندما يحصل تقارب بين المملكة وبين سلطنة عمان، التي يَنظر إليها حكّام أبو ظبي بوصفها خطراً استراتيجياً بالتأسيس، يمسّ الوجود.