إبراهيم الأمينليس ممكناً لأحد أن يبرّر حادثاً مأساويّاً كالذي حصل مع طاقم مروحيّة الجيش في إقليم التفاح. وحسناً فعل حزب الله بإقراره الضمني بالمسؤولية عن الأمر، من دون أن يقدّم تبريرات من النوع الذي يمكن فحصه من جانب لجنة تحقيق تقنية، علماً بأنّ المعطيات المتوافرة لدى اللجنة الرسمية التابعة للجيش، تشير إلى خطأ ما، أدّى إلى ما حصل. لكن الأهم من ذلك، هو العقل الشيطاني الذي يتحكّم برؤوس عملاء إسرائيل وأميركا من بعض قيادات 14 آذار، هؤلاء الذين يظهرون فجأة حرصاً على كل شيء، ولكن في سياق النيل من جهة أخرى. ولكون بعض هؤلاء يغضب من اتهامه بالعمالة لأميركا وإسرائيل، فإنّ المهمّ لفت انتباه هذا البعض إلى أنّه ليس مصادفة أن يكون هدفه الوحيد في هذه الحياة، هو النيل من المقاومة، وهو الهدف الوحيد لدى إسرائيل في الأمس واليوم وغداً.
إن أصحاب الأصوات المزعجة، والأوصاف المقيتة، لا يهزّهم إلّا ما يمكن أن يكون ضرباً في المقاومة وحسمها السياسي وجمهورها ومؤيّديها... ألم يصل الأمر بوليد جنبلاط حدّ وصف جمهور المقاومة بأنه «فاقد لوسائل التفكير»؟ ترى هل هو شاور أنصاره في ما قرّره قبل وما بعد 7 أيار الماضي؟
هل راجع سمير جعجع سيرته حتى يتخلّص من عقدة المرآة المكبِّرة، فكلما نظر فيها يجد نفسه أكبر من حجمه، ومن ثم يغضب من الجماهير التي لا تؤدي له واجب الطاعة؟ هل له أن يصارح أنصاره بأنه من جماعة أفلام الكرتون التي يتحول فيها الفأر لحظة إلى أسد؟
هل فهم أمين الجميل أنّ هناك من سبق أن قال إنّه «لا يمكنك أن تكذب على كل الناس كل الوقت»؟ أم أن حادثة المروحية أحيت لديه ذاكرة صفقة «البوما»؟
ليس منتظراً من هؤلاء الخجل، أو مراجعة ما يردّدونه، وهذا ما يجعلهم خاسرين في كل ما يقدمون عليه، تماماً كما هو تاريخهم. لكن الذي لا يعرفونه بعد، هو أنّ مبدأ عدم عودة عقارب الساعة إلى الخلف، سوف يكون أساساً في رسم نهاياتهم السياسية ولو بعد حين.