الكبار يموتون والصغار ينسون»، هذا ما كانت إسرائيل تظنه وهي ترفض حق العودة للفلسطينيين، لكنّها لم تكن تعلم أنّ هناك قوى ستسعى إلى تعزيز ثقافة العودة وتنمية روح المقاومة لدى الشباب الفلسطيني في الشتات. وهذا ما حاول اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني في لبنان (أشد)، الذي احتفل منذ أيام بذكرى تأسيسه الواحدة والثلاثين، تكريسه منذ البداية حتى اليوم.يشير رئيس الاتحاد يوسف أحمد إلى أنّ «التأسيس جاء نتيجة وعي وإدراك مبكر لأهمية عنصر الشباب وضرورة تنظيم صفوفه في إطار المشروع الوطني والنضالي الكفاحي لشعبنا الفلسطيني»، لافتاً إلى أنّ الشباب الفلسطيني في لبنان يتعرّض لضغوط كبيرة، منها ما له علاقة بحرمانه من حق العمل وباقي حقوقه الإنسانية في ظل تزايد الضغوط الهادفة إلى تصفية حق العودة من خلال مشاريع التهجير والتوطين، «وهذا ما جاء الاتحاد للنضال ضده».
انعقد المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد في حزيران 1977 في لحظة فاصلة من حياة الشباب الفلسطيني في لبنان، إذ شهدت المخيمات الفلسطينية آنذاك حصاراً وتدميراً لعدد منها. فتأسست منظمة الشبيبة الديموقراطية الفلسطينية التي تحوّلت إلى اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني في المؤتمر الثامن في آب 1999، وأصبح عضواً في اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي في 2008.
وجاء التأسيس ليعالج حالة الاستغلال والاضطهاد التي يعانيها الشباب الفلسطيني في لبنان، إلى جانب مراقبة سياسة الأونروا التربوية ومحاولة تطويرها ومعالجة هموم الطلاب الثانويين والجامعيين. في ذلك الحين، كان مجلس رعاية الشباب والرياضة الفلسطيني المنظمة الشبابية الفلسطينية الوحيدة التي تهتم بالنشاطات الرياضية والكشفية فقط، فجاء تأسيس الاتحاد لتفعيل الدور الكفاحي للشباب الفلسطيني وانخراطه في الميادين النضالية، كما يقول أحمد.
شارك اتحاد الشباب في مختلف الاتحادات الشبابية التي أنشأتها منظمة التحرير الفلسطينية، فتمثل في الاتحاد العام لطلبة فلسطين واتحاد العمال والاتحادات الفنية والرياضية والكشفية المختلفة. كما أسهم في هيئات مجلس رعاية الشباب. وقد عمل بشكل سري إبان الاجتياح والاحتلال الإسرائيليين للبنان عام 1982 والفترة التي تلته أثناء حصار المخيمات.
ويرى أحمد أنّ الاتحاد تمكن من ترسيخ الحياة الديموقراطية الداخلية التي تحكم عمله، فعقد عشر مؤتمرات إقليمية كان آخرها في 2007. يضم الاتحاد ثلاث منظمات هي: منظمة الجامعيين والمعاهد، منظمة الجيل الجديد (تلامذة المرحلتين المتوسطة والثانوية) ومنظمة شبيبة أيار (العمال والشباب). هكذا توسع إطار الاتحاد ليضم آلاف الشباب والطلاب الجامعيين وتلامذة المدارس والمئات من الشباب العامل.
واستطاع الاتحاد الضغط على الأونروا لافتتاح ثانويات تابعة لها، إذ لم تكن الوكالة تتبنى تأمين التعليم الثانوي للفلسطينيين، إضافة إلى إقناع الدولة اللبنانية باستثناء الطلاب الفلسطينيين من الزيادة على الرسوم في الجامعة اللبنانية أسوة بالطلاب اللبنانيين. كما واكب الاتحاد خلال أزمة نهر البارد المشكلات المتعلقة بطلاب المنطقة.
ويوضح أحمد «أننا نسعى للضغط باتجاه الأونروا كي تتبنى مرحلة التعليم الجامعي للطلاب الفلسطينيين لتخفيف الأعباء عنهم مع ارتفاع تكاليف التعليم الجامعي الخاص. كما يضغط الاتحاد على منظمة التحرير لتأسيس صندوق يمول الطلاب ويدعمهم في الجامعات والمعاهد العليا الخاصة. ويسعى إلى تحسين السياسة التربوية التي تتبعها الأونروا في لبنان.
يطمئن أحمد الجميع إلى أنّ «هذا الجيل يملك إرادة وعزيمة قوية، ومصمم على الاستمرار في طريق النضال، ولن يحيد أو يتنازل عن حقوقه مهما طالت سنوات اللجوء والشتات».
(الأخبار)