حلا ماضيقليلات هن الأمهات اللواتي يعلمن بأن استعمال المعالج القطني (Cotton-Tige) لتنظيف آذان الأطفال مؤذٍ، ويمثّل نوعاً من الخطر على سلامة الأذن، وبالتالي على حاسّة السمع بشكل عام. الأذن تتألف من الأقسام التالية: الأذن الخارجية التي نراها، والأذن الوسطى، والأذن الداخلية، وطبلة الأذن التي تفصل الأذن الخارجية عن الوسطى، لذلك فإن أي خلل تتعرّض له طبلة الأذن ينتقل مباشرة إلى الوسطى التي تحتوي على أصغر ثلاث عظام في جسم الإنسان وهي (المطرقة، السندان، الرِّكاب) مما يتسبب بمشكلات عديدة.
في كل أذن نحو 4000 غدة شمعية تفرز سائلاً لزجاً يمثّل حاجزاً يمنع أجزاء الغبار والأقذار الصغيرة من دخول الأذن، وبالتالي فإن ما يفعله Cotton-Tige هو دفع الغبار إلى الداخل، لأن شكل ذلك «المُنظّف» مستقيم ودون أي التواء، مما يساهم في زيادة كثافة الشمع على طبلة الأذن، ونكون في الحقيقة قد وضعنا «حملاً ثقيلاً» في الأذن، وبدلاً من تنظيفها فإننا نضيف غباراً على الطبلة، كما يقول الاختصاصي في أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور صادق محمد صادق، وهو يشير إلى أن الأم تعتقد أنها نظّفت أذني طفلها جيداً، وخاصة عندما تشاهد اللون البني على Cotton-Tige، ولكنها في الواقع تكون قد لامست طبلة الأذن.
ويعدّد صادق الأضرار الناجمة عن استعمال هذا «المنظّف»، فيقول إن الاستعانة به يزيد من «اتساخ الأذن ويساعد على انسدادها، وبالتالي فإن الطفل أصبح بحاجة لزيارة الطبيب المختص لإعطائه حقنة أو تنظيف الأذن بطريقة ميكانيكية. أما الخطر الثاني، فيكمن في إمكان بقاء أجزاء من القطن داخل الأذن. ويشير صادق إلى أن الأذن تنظّف نفسها بنفسها، وعملية التنظيف تجري عادة من خلال حركات الفك. وينصح الأمهات بالابتعاد كلياً عن استعمال Cotton-Tige مهما كانت الصفات المدوّنة على غلاف العلبة التي تحتوي العيدان، وكل المطلوب هو استخدام «المنشفة» بعد الاستحمام وتنظيف الأذن من الخارج، «لأننا من الداخل لا دخل لنا»، وذلك حمايةً للطبلة التي قد تتعرض للثّقب ونصبح في «قصة أخرى» بعيدة عن التنظيف..!