قيل إن خطف يوسف ناصر، نهاية الشهر الفائت، في البقاع، عائد إلى أسباب سياسية ومذهبية. وقيل إنه ضابط في الشرطة الفنزويلية أفشل عملية بيع كمية من الكوكايين، فاختطفه «المتضررون» مطالبين بكمية من الكوكايين أو بقيمتها من المال. أفرج الخاطفون عن ناصر، والتحقيق لا يزال في بدايته
نقولا ابورجيلي

باشرت القوى الأمنية التحقيق مع اللبناني ناصر يوسف (46 عاماً، مولود في بلدة مرج الزهور ــــ راشيا) الذي يحمل الجنسية الفنزويلية، والذي أفرج عنه خاطفوه ليل أول من أمس برميه على أحد الطرق الفرعية في منطقة بعلبك. وكان يوسف قد خطف يوم 30/ 6/ 2008 من منطقة حوش الأمراء في زحلة بقوة السلاح،وقد حدّدت القوى الأمنية أسماء ثلاثة مشتبه فيهم. وتناقلت بعض الأوساط أن الخاطفين اتصلوا هاتفياً بذوي المخطوف وطالبوهم بدفع مبلغ مئة ألف دولار وتأمين 4 كلغ من مادة الكوكايين لقاء إطلاق سراح ابنهم، مهددين بقتله في حال عدم تأمين الفدية. وذُكِرَ أن أسباب خطف يوسف تعود إلى إفشاله عملية بيع كمية كبيرة من المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية، بعدما وشى بالمهرّبين إلى السلطات هناك. وسرت شائعات مفادها أن المخطوف ضابط في الشرطة الفدرالية الفنزويلية.
بعد عملية الخطف، قبضت قوى الأمن الداخلي على جواد خ. في محل سكنه في زحلة، وسُلِّمَ إلى مفرزة زحلة القضائية للتحقيق معه في جرم الاشتراك في خطف يوسف بقوة السلاح مع أشخاص آخرين. وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أن الموقوف أنكر معرفته بالشخص المخطوف قائلاً إنه لم يكن على علم بما كان يخطط له الخاطفون الذين تربطه بهم علاقة صداقة. وأضاف الموقوف أنه كان مع أصدقائه في حوش الأمراء يوم 30/ 6/ 2008، ففوجئ بهم ينفذون عملية الخطف، فطلب منهم إنزاله بالقرب من محل سكنه، ولم يعد يعرف أي شيء عن مصير المخطوف. وأفاد الموقوف بأنه سمع الخاطفين يقولون إن بينهم وبين المخطوف حساباً قديماً «سيصفّونه» معه بعدما أفشل لهم عملية تجارة مخدرات في فنزويلا. ولا يزال جواد خ. قيد التحقيق في دائرة التحري في زحلة.
أما عن تفاصيل ما جرى مع ناصر يوسف، فعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أنه ذكر خلال الاستماع إلى إفادته أنه قضى ليلتين في إحدى الغرف التي تحتوي على «وجاق مازوت للتدفئة» وفرشة من الإسفنج في منطقة يجهلها، وأنه تعرض خلال ذلك للضرب والشتم. وقال ناصر إن خاطفيه اتهموه بإفشال عملية بيع كمية كبيرة من المخدرات في فنزويلا، وهددوه بالقتل في حال عدم تأمين ذويه مبلغ مئة ألف دولار أو 4 كلغ كوكايين، وهي الكمية نفسها التي ضبطتها الشرطة الفنزويلية في تاريخ سابق. وبعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي (أول من أمس) عصبوا عينيه ورموه في مكان يجهله، ومن هناك أوقف سيارة فان لنقل الركاب وصعد فيها طالباً من سائقها إيصاله إلى شتوره. وفي الطريق إلى شتوره، عرج السائق على إحدى المؤسسات الكبرى على طريق بعلبك طالباً منه الانتظار دقائق لجلب غرض من داخل المؤسسة. وبعد مضي بعض الوقت، حضرت دورية من الدرك وقبضت عليه واقتادته إلى مخفر طليا الذي أجرى عناصره تحقيقاً معه قبل تسليمه إلى مخفر درك المعلّقة الذي تتبع لنطاقه المحلة التي حصلت فيها عملية الخطف، على أن تستكمل التحقيقات في مفرزة زحلة القضائية بناءً على إشارة النيابة العامة الاستئنافية في البقاع. وأضافت المصادر الأمنية أنه من خلال التحقيقات الأوّلية التي أجريت مع يوسف، أنكر معرفته بالخاطفين، ونفى أي علاقة له بتجارة المخدرات، قائلاً إنه لا يدري سبب إطلاق سراحه، وإن كل ما يعرفه هو تعرّضه للضرب المبرح واستيلاء الخاطفين على سلسلة من الذهب كانت في حوزته وساعة يده ومبلغ 1500 دولار أميركي. وعند رميه من السيارة، سلّموه مبلغ عشرين ألف ليرة لبنانية ليتمكن من الوصول إلى شتوره.
وفي اتصال هاتفي أجرته «الأخبار» مع شقيقه محمد يوسف، نفى الأخير أن يكون قد حصل أي تفاوض مع الخاطفين مباشرة أو بواسطة أحد، نافياً الشائعات التي أطلقها البعض عن توسّط أحد تجار المخدرات في منطقة بعلبك لدى الخاطفين لخفض المبلغ الذي طالب به الخاطفون من 100 ألف دولار إلى 75 ألف دولار. وأكد محمد أنه علم بإطلاق سراح شقيقه من خلال قوى الأمن التي أبلغته أن شقيقه على قيد الحياة وأنه سيخضع للتحقيق. وعن طبيعة العمل الذي يزاوله شقيقه في فنزويلا قال محمد إن ناصر يحمل الجنسية الفنزويلية منذ مدة طويلة، ويملك مصنعاً للألبسة وليس له أي علاقة بتجارة المخدرات، مضيفاً أنه يزور لبنان كلما سنحت له الفرصة. ونفى محمد أن يكون شقيقه ضابطاً في الشرطة الفدرالية الفنزويلية أو أن تكون له أي علاقة بالأنتربول كما يُشاع.