فداء عيتانييكثر زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع من زياراته لقصر بعبدا. يزور رئيس البلاد المنتخب كلما أتيح له ذلك، ويفضّل طبعاً أن يدلي بآرائه ومواقفه المؤيدة للرئيس وللعهد، ومن على باب القصر الجمهوري. الزعيم جعجع كان سبق أن التقى رئيس البلاد حين كان الأخير لا يزال قائداً للجيش، فقد زار وزارة الدفاع مرتين، كما أوفد زوجته لزيارة قائد الجيش.
يعتقد البعض أن ذلك شأن من شؤون السياسة، وأن جعجع يبدي تعاطفه مع رئيس البلاد تمهيداً لحصد مواقع إضافية عبر تحالف معقّد ومعادٍ لزعيم الأكثرية المسيحية ميشال عون، وأن ما يجري هو عبارة عن حلقة تخطيط وتفاهمات تؤسس لمستقبل القوات اللبنانية ورئيس البلاد في المرحلة المقبلة.
إلا أن الواقع قد يبدو مختلفاً، وما لا يمكن تفسيره بالمصالح المعلنة أو الضمنية يمكن دائماً تفسيره بعلم النفس.
الرجل الخارج من السجن بعد أكثر من عقد من الزمن أصابه الحنين، والضحية عادةً ما تألف الجلّاد وتتعاطف معه، بحسب «عوارض ستوكهولم».