أهالي الفاعور يسألون عن مدرستهم الموعودةتكفّلت الحملة الشعبية السعودية بناء مدرستين
في الفاعور ـ البقاع الأوسط وسنديانة ريدان في عكار. وقد رُصد مليون دولار، لكن الأعمال توقفت بسبب الخلافات بين الإدارتين القديمة والجديدة

البقاع ـ أسامة القادري
تزدحم الحفر والمصائد في الطريق المؤدية إلى بلدة الفاعور الواقعة في النطاق الشرقي لمدينة زحلة. في البلدة، يستبدل مئات الأطفال مقاعد الدراسة بالأزقة والحقول، لغياب المدرسة التي تحتضنهم، وعجز أهاليهم عن تعليمهم في البلدات المجاورة. وفيما تتجاوز نسبة الأمية في الفاعور 80 في المئة، يشير قاضي العشيرة الشيخ محيي الدين الخشروم إلى أنّ البلدة تضم 13 ألف نسمة، فيما يراوح عدد التلامذة الذين يدرسون خارجها بين 500 و 600 طالب «لذا نطالب الحكومة ووزارة التربية بالعمل على بناء مدرسة في البلدة، لأنّ الحملة السعودية تخلّفت عن وعدها في هذا المجال».
ويشرح حسين الأحمد، وهو أب لخمسة أطفال، معاناته مع تكاليف النقل التي يتكبّدها لإرسال أولاده إلى مدرسة بر الياس الرسمية «عنا ولاد كتير وتعليمهم خارج البلدة يكلفنا، فاضطررتُ الى سحب ثلاثة منهم لعدم قدرتي على دفع الأجرة».
أما أبو عاطف الطعيمي الذي فوّضه الأهالي متابعة بناء المدرسة، فيلفت إلى «أنّ الحملة السعودية طلبت منّا تقديم قطعة أرض للبناء، ولكون بلدتنا تقع ضمن دائرة تربل العقارية، لم تبخل البلدية علينا بذلك وقدّمت على الفور قطعة أرض مساحتها 10آلاف متر، وبناءً عليه أتت الموافقة، فحضرت إلى المكان إدارة الحملة السعودية السابقة لمعاينة الأرض، ووعدنا المدير بإنجاز المشروع بأسرع وقت ممكن. ومنذ ذلك الوقت لم نر أحداً ولم تأتِ ورش العمل حتى الآن». كذلك انتقد الطعيمي التيارات السياسية التي تنثر الأموال يميناً وشمالاً لينال المواطنين «الفتات»، بدلاً من وضعها في مشروع ينتفع منه الجميع.
من جهته، يوضح رئيس بلدية تربل جورج الخوري أنّ موافقة الحملة أتت بناءً على تنازل البلدية عن قطعة الأرض التي قدمتها للمدرسة، لكن المشكلة أنّ الأرض التي قدمناها ليست مناسبة لأنها تقع على خاصرة الجبل الصخري وتحتاج إلى أموال طائلة لتجهيزها. وقد وعدتنا وزارة الزراعة بأن تقدم قطعة أرض مناسبة في وسط البلدة لا تحتاج إلى عمل مكلف في عمليات «الجرف». أما عن تأخير المباشرة، واقتراب موعد انتهاء فترة عمل الحملة في لبنان، فأشار الخوري إلى أنه راجع الحملة مرات عدة وما زالت على وعدها، من دون تحديد موعد لبدء العمل، حتى إنها لم تعلن بعد عروض المناقصات.
يذكر أنّ الموافقة على بناء المدرسة لم تكن شفهية، إنما أتت بواسطة كتاب موجّه من وزير الداخلية السعودي والمشرف العام على الحملة الشعبية، الأمير نايف بن عبد العزيز. ورصدت للبناء 550 ألف دولار، فيما شمل المشروع الموافقة على بناء مدرسة في بلدة سنديانة ريدان في قضاء عكار بمبلغ 450 ألف دولار.
وأشار مصدر موثوق به إلى أنّ الحملة في لبنان ستنهي أعمالها خلال أيار المقبل، لتعود إلى السعودية، بعد أن تنجز كل ما طلب منها. في المقابل، لا يزال أطفال بلدة الفاعور مشردين في شوارع بلدتهم من دون علم يقيهم من الأهواء السياسية. والسؤال الذي يطرحه أهالي البلدة: «لماذا لم تسأل الحكومة عن المشروع والأموال التي رصدت له في البنك الأهلي بحساب عام الشعب اللبناني»، فإعلان الموافقة منذ تسعة شهور لم يرفق بعد بآلية عمل، بل أرفق بطلب عاجل من إدارة الحملة في لبنان إلى المدير العام في السعودية تطلب منه فيه عدم المباشرة بالأعمال والمشاريع لأن أكثريتها في منطقة البقاع دون سواها من المناطق اللبنانية، كما أنها ليست بحاجة ماسة إليها. هذا ما ورد في خطاب الإدارة الحالية في تقرير أعدته إلى الحملة في المملكة العربية السعودية.