البدّاوي ـ عبد الكافي الصمديُنتظر أن يُسهم إخلاء مدرستي كوكب والنّاصرة في مخيّم البدّاوي من نازحي مخيّم نهر البارد، في إعادة فتح أبواب صفوف المدرستين أمام الطلاب مجدّداً، بعدما تحوّلتا ملجأً لمئات العائلات النازحة من مخيّم نهر البارد في أعقاب المعارك التي نشبت بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الإسلام». وقد جرى إخلاء 212 عائلة بإشراف وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بالتعاون مع اللجان الشعبية وفصائل المقاومة الفلسطينية في الشّمال.
وأكّد مسؤولون في المكتب الإعلامي التابع للأونروا في المخيّم أنّ إعادة تأهيل المدرستين وصيانتهما ستستغرق نحو أسبوعين على أبعد تقدير، قبل أن يُنقل الطلاب إليهما من المدرستين الجاهزتين اللتين بنتهما الأونروا استثنائياً في باحة ملعب عمر كمال المجاور للمخيّم بهدف تخفيف الضغط عنهما، وإلغاء نظام الدّوامين الصباحي والمسائيوأوضح مسؤول قسم التربية في مكتب الأونروا في الشّمال عبد الكريم زيد أنّ نحو 5500 طالب يداومون حالياً في المدرستين المؤقتتين، سيعود منهم 4000 طالب إلى مدرستي كوكب والناصرة. ولفت إلى أنّ مشكلة طلاب الحلقتين الأولى والثانية ستحلّ مطلع الشهر المقبل، فيما ستحلّ مشكلة طلاب الحلقة الثالثة منتصف الشهر المقبل، على أن يبقى في المدرستين المؤقتتين طلاب المرحلة الثانوية فقط. وحوّل أعضاء في لجان المتابعة المكوّنة من ممثلين عن الأونروا واللجان الشعبية وفصائل المقاومة في الشّمال، باحة مدرسة النّاصرة إلى غرفة عمليات لإنجاز المهمة، بعد التدقيق في الأسماء الواردة في اللوائح، والتأكّد من الحصول على أذون دخول إلى المخيم من الجيش اللبناني. وقد انتقلت العائلات من مخيّم البدّاوي إلى البيوت الجاهزة التي بنتها الأونروا والجهات العربية والدولية المانحة في الجزء الجديد من مخيّم نهر البارد، وكانت على الشكل الآتي: 104 عائلات من مدرسة كوكب، 84 عائلة من مدرسة الناصرة، 4 عائلات من جامع عمر بن الخطاب، 9 عائلات من روضة فلسطين، و11 عائلة من مدرسة نهر الأردن..
وأشار ممثل حركة «حماس» في الشّمال جمال الشهابي إلى أنّ مجموع العائلات العائدة إلى مخيّم نهر البارد وصل إلى نحو 1900 عائلة يبلغ عدد أفرادها نحو 10 آلاف نسمة، أي ما يقارب نحو ثلث العائلات التي كان يتكوّن منها المخيّم قبل النزوح وفق إحصاءات الأونروا. وتبدأ مرحلة أخرى من خطة إعادة النّازحين نهاية الشهر الجاري، وتهدف إلى إعادة نحو 300 عائلة أخرى، بعدما تنجز مساكن الإيواء المؤقت في مخيم نهر البارد بشكل نهائي، وخصوصاً العائلات المقيمة في مدارس الرملة والمجدل ونهر الأردن والروضات، إلى جانب المقيمين في الأندية والمؤسسات والمساجد والمخازن. ومع أنّ أجواء من الفرح الخجول بدت على وجوه العائدين، وخصوصاً الأطفال منهم، إلّا أنّ مشاهد حزن وبكاء وغضب سادت أوساط الرجال والنساء. وأشارت أم محمد عمران (45 عاماً) إلى أنّ «العيش في غرفة واحدة مع عائلتي أفضل لنا من الإقامة في مدرسة، ويراعي قليلاً من خصوصياتنا التي فقدناها منذ نزوحنا»، بينما قال زياد بدر (33 عاماً): «بتنا نحن الفلسطينيين شعب المفاتيح بامتياز. فبعدما حملنا مفاتيح بيوتنا في النكبة والنكسة، ما نفع مفاتيح بيوتنا السابقة في مخيّم نهر البارد، ولماذا لا يعطوننا بيوتاً بلا مفاتيح فيريحون ويستريحون؟!».