نادر فوز
كسر أمس عضو تكتّل الوفاء للمقاومة النائب علي عمّار «الهدوء الحذر» المسيطر منذ حوادث الشياح بين حزب الله وحركة «أمل» من جهة، وتيار المستقبل من جهة أخرى. وكانت عوامل عديدة قد أسهمت في تهدئة الخطاب السياسي لدى الطرفين، منها موقف الرئيس السنيورة في وصف الضحايا بـ«شهداء الواجب الوطني» وتقديم التعويضات لذويهم والتعزية للرئيس برّي، إضافةً إلى زيارة العماد ميشال سليمان للسيد نصر الله والرئيس بري والوعد بإجراء «تحقيق جدي وسريع».
إلا أنّ الموقف الناري لعمّار جاء «هفوة ونتيجة احتقان لما عاشته منطقة الشيّاح خلال الأسبوع الفائت»، بحسب تعبير إحدى الشخصيات البيروتية المعارضة، رافضةً ربط كلام النائب بما توصّلت إليه التحقيقات العسكرية والمدنية المستمرة. في المقابل، أبدت هذه الشخصية تخوّفها من انزلاق التحقيق إلى «فخّ اللعبة السياسية، ما قد يفجّر الوضع»، سواء في حال نشر النتائج كاملةً أو اعتماد سياسة التعتيم على بعضها «لتغطية بعض الأطراف».
وعن النتائج الأوليّة للتحقيق، قال أحد المطلعين إنّ الضابط الذي تسلم موقع الجيش في منطقة الشياح قبل يومين من الاضطرابات، وهو الرائد ي. ح، لا يزال وبعض العسكريين الآخرين قيد الاستجواب، وإنه كان قد أسهم في ضبط «ثورة الجياع» التي أطلقها الشيخ صبحي الطفيلي في البقاع عام 1997 والحوادث التي رافقتها. ولفتت الشخصية المطلعة إلى أنّ الضابط المذكور كلّف هذه المهمة، وكان برتبة ملازم أول حينها، لكونه من الطائفة الشيعية. أما انتدابه إلى موقع الشياح قبل أيام، فقد حصل أوتوماتيكياً في سياق عمليات تبديل اعتيادية. ومما يذكر أن للرائد ي.ح. علاقات جيدة بعدد من قوى المعارضة. وختمت الشخصية حديثها بالقول: «يحكى أن هذا الضابط قد غيرّ مذهبه قبل أعوام واعتنق المسيحية». وتقول مصادر مطلعة إن التحقيق لا يزال يبحث عمن أصدر الأمر بإطلاق النار.
وعلى صعيد الهدوء السياسي المسيطر، تشدّد معظم مصادر المعارضة على بقاء اسم قائد الجيش مرشحاً توافقياً وحيداً حتى «يصار إلى اتفاق جميع الأطراف بشكل واضح على اسم آخر»، مع التأكيد على دور المؤسسة العسكرية وحياديّتها وسياستها الحالية لتثبيت اسم سليمان مرشحاً.
على صعيد متصل تحدث عضو جبهة العمل الإسلامي الشيخ بلال شعبان عن «خيارات تقسيمية لدى بعض القوى الموالية التي دافعت عن الجيش، لا حباً به، لكن لتحقيق أهدافها». أما عن الهدوء السائد بين حزب الله وحركة «أمل» من جهة، وتيار المستقبل من جهة أخرى، فقال شعبان إنّ التيارات السياسية الكبرى «تتعامل مع الوضع بشكل منطقي وطبيعي لأنها أمّ الصبي وأدركت أننا وصلنا إلى شفير الهاوية»، فيما «يسعى آخرون من زعماء الحرب إلى الدخول في حرب أهلية جديدة».