رنا حايك
تتركز مبيعات الحبش خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة من كل عام. هذا الموسم الضيق يدفع السوق اللبنانية، من بائع ومستهلك، إلى الاعتماد على الاستيراد. إلا أن هذه الوجبة السنوية اللذيذة ولحم هذا الطائر المشهور بقلّة سعراته الحرارية يخفيان بعض المحاذير الغذائية لجهة إنتاجهما المكثف في المزارع الممكننة الحديثة.
لذلك من الأفضل محاولة شراء حبش بلدي يتوافر في بعض المزارع في عكار ومناطق أخرى. فالحبش المستورد يعيش قبل ذبحه وتصنيعه في مزارع مغلقة، وغرف تفتقر إلى التهوئة، تسلط الأضواء فيها 24 ساعة ليظل الطائر مستيقظاً يأكل. وتسمينه الذي يستغرق حوالى 24 أسبوعاً في مزرعة عادية، يكون في المزارع الحديثة في 12 أسبوعاً يعلف خلالها بالذرة المهروسة وبالمضادات الحيوية لدرجة يصعب عليه السير بعدها. قلة الحركة والغذاء غير المتنوع الذي يتناوله يجعلان لحم هذا الطائر شديد القسوة. هنا يأتي دور حقن الملينات من محلول السالين والزيوت النباتية التي يحقن المزارع بها طيوره. إلا أن لحم الحبش يظل قاسياً، لذلك يستغرق طبخه ساعات طويلة، لكن ضرورية لسبب إضافي: فإذا كسرت سلسلة التبريد في أي من المراحل قبل الطهو، فممكن أن يحمل هذا اللحم بكتيريا السالمونيلا.