البقاع ــ نيبال الحايك
أمضى عشرة طلاب جامعيين من الولايات المتحدة الأميركية أسبوعاً في لبنان جالوا خلاله على معظم المناطق اللبنانية، وأقاموا سلسلة نشاطات ولقاءات مع طلاب في الجامعات اللبنانية، كما نفّذوا «منحوتة» من آثار الدمار الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي في معتقل الخيام


رفض الطلاب الأميركيون الذين زاروا لبنان أخيراً، بدعوة من جمعية لبنان الموحد، الخوض في القضايا السياسية العامة أو في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. وبدت اهتمامات الجامعيين الأميركيين مختلفة عن هواجس الطلاب اللبنانيين، علماً بأنهم يدرسون اختصاص العلاقات الدولية للشرق الأوسط. وقد ركّز جوش مرتين (22 عاماً) على الحريات العامة في لبنان حيث يتمنى أن تكون إقامته أطول حتى يكوّن فكرة وافية عن الواقع السياسي. من جهتها، وجدت شارون وانتروب (21 عاماً) في البلد مساحة واسعة من الجمال البيئي، مشيرةً إلى أن السياسة اللبنانية معقدة كثيراً وهي تفضّل الاستماع إلى آراء مختلف الطوائف اللبنانية لتفهم الحقائق. أمّا فرانك فرادركس (22 عاماً)، فلفت إلى «أنّنا فوجئنا بأن الصورة النمطية عن الشعب العربي غير صحيحة، إذ كنا نعتقد أننا سنرى البعض يركب الجمال أو ما شابه، أو أن لبنان دولة متخلفة، وإذ بنا نجد أننا في دولة صغيرة تتميز بحضارة كبيرة».
وكانت زيارة الطلاب الأميركيين إلى لبنان قد جاءت صدفة، بعدما بدأ التواصل عبر شبكة الإنترنت بين أحد طلاب جمعية لبنان الموحد وأحد الطلاب الأميركيين قبل نحو سنة تقريباً، ثم توطدت العلاقة بعد تبادل الرسائل الالكترونية، وصولاً إلى تنظيم الجمعية زيارة عشرة طلاب من ولاية نيويورك الأميركية إلى لبنان بهدف التواصل مع طلاب الجمعية وآخرين في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة إلى تبادل الآراء والأفكار في ما بينهم.
وضم الوفد الأميركي طلاباً من أصل عربي ولبناني استمرت زيارتهم عشرة أيام وشملت البقاع والجنوب والشمال، وأماكن الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد شاركوا في ندوات ولقاءات حوارية ثقافية وتربوية وبيئية عدة، ولا سيما في البقاع حيث كانت لهم جولات ولقاءات في مختلف قرى وبلدات المنطقة وتحديداً في بعلبك ومع طلاب من الجامعة اللبنانية في زحلة ولقاء مع المخرج السينمائي جان شمعون. كذلك نفّذ الطلاب مع جمعية لبنان الموحد رسوماً في مدرسة للاجئين الفلسطينيين في بلدة تعلبايا البقاعية، إضافة إلى منحوتة في بلدة الخيام استخدمت موادّها من بقايا المنازل التي دمرها العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، وترمز إلى أهمية الحياة والصمود في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
وتقول مسؤولة الجمعية في البقاع الدكتورة فاتن المر إنّ زيارة الطلاب الأميركيين «كانت فرصة جيدة للطلاب الأميركيين وطلابنا، سمحت بالتحاور في ما بينهم وتبادل الأفكار والمعلومات، بشأن القضايا الثقافية والأكاديمية». وأوضحت المر أنّ النقاشات أخذت في بعض جوانبها قضايا سياسية عامة.
من جهة ثانية، يقول رئيس جمعية لبنان الموحد ميلاد السبعلي إن الجمعية تهدف إلى التنمية البشرية الاجتماعية ومحو الأمية، وإقامة نشاطات ثقافية وتربوية وفنية، والعمل التطوعي، موضحاً أنّ تبادل الزيارات الطلابية الذي قامت به الجمعية (حوالى 4 آلاف منتسب في كل لبنان) مع الطلاب الأجانب هي الخطوة الأولى، وسيقوم فريق من الجمعية يضم عدداً من الطلاب اللبنانيين بالسفر في ما بعد إلى الخارج للتعرف إلى ثقافات بلاد الغرب، وقيام صداقة متينة بين بلاد الشرق
والغرب.
يذكر أنّ زيارة الطلاب الأميركيين إلى لبنان، وإن كانت على حسابهم الخاص، أعطتهم فكرة مغايرة عن لبنان وشعبه وقواه السياسية، خلافاً لما كانوا يعتقدونه.