ليال حداد
اختتم طلاب مادة التصوير في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) فصلهم الدراسي، بمعرض للصور نظّمته الجامعة مدى يومين في حرمها

حوّل طلاب مادة التصوير صالة المعارض في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) إلى مساحة للتعبير عن أفكارهم عبر مئتي صورة التقطوها خلال الفصل الأول من العام الدراسي الحالي.
عند مدخل المعرض انتصبت ثلاث لوحات عرضت عليها مجموعة «بورتريهات» صوّرها الطالب رمزي حشيشو. يقف أحد الأساتذة بالقرب من المجموعة، ويشرح كيف ساعدت الجامعة حشيشو في الحصول على «سبونسور» لدعم مواهبه.
من جهته، يتحمس حشيشو للحديث عن خصوصية كل صورة من صوره وعلاقته الشخصية بكلٍّ منها «كلّ صورة لها قصة بطبيعة الحال، ولكنّ لا واحدة منها قصدتُ تصويرها، فأنا أرى الشخص في وضعٍ معيّن يستفزّني أو يغريني لأصوّره». حشيشو الذي احترف مهنة التصوير أطلق عمله الخاص لبيع الصور على شبكة الإنترنت.
وكانت أستاذة المادة ورئيسة قسم الـ«غرافيك ديزاين» هلا حبّال قد طلبت تنفيذ عدد من المشاريع خلال الفصل، وهي تصوير «بورتريهات»، وأحياء سكنية، إضافة إلى مناظر طبيعية، وفرن لصناعة الخبز. كما نظّمت الجامعة رحلة تصوير للطلاب إلى منطقة قرطبا «نظراً لطبيعتها الغنية والمتنوعة»، يقول الطالب إيلي لوقا. غير أنّ الصورة الأحبّ إلى لوقا ليست تلك التي التقطها بقرطبا، بل صورة في منطقة جونية التي يسكنها، وتظهر البحر والأرض والسماء في صورة واحدة، «الكاميرا تمكّننا من تقدير بعض المناظر التي قد نراها بالعين المجرّدة دون أن تلفتنا. ببساطة، الكاميرا تعطي عناصر الحياة معناها الحقيقي».
في الإطار نفسه، تشرح الطالبة هبة بو غانم تركيزها على تصوير الفتيات والنساء، فتقول: «في كل صوَري أحبّ أن أظهر عدائية المرأة المستترة في الحياة اليومية وأمام المجتمع»، وتشير إلى صورة لفتاة «تبدو قوية الشخصية، مع أنّها في الواقع خجولة إلى حدّ كبير». وتستكمل فكرتها بالحديث عن فتاة خجولة وحزينة في صورة ثانية: «الواقع هنا أيضاً عكس ذلك، فهذه الفتاة مسترجلة». كلّ ما أردت إظهاره هو أنّ الكاميرا تخدع الناظر في غالبية الأوقات، وصوري دليلٌ على ذلك». ومن بين الصور الأكثر تعبيراً بحسب بو غانم كانت صورة لقصرٍ كبير تحوطه ثلاثة أعمدة حديدية «أردت أن أظهر الغنى المتمثّل بالقصر، وصعوبة الوصول إليه، لأسباب شتى تظهر بالأعمدة الحديدية التي تمثّل العائق الأساسي».
من جهته، يفضّل الطالب جاد ماضي التحدّث عن هوايته الجديدة، أي التصوير، «قبل هذا الفصل الدراسي لم أكن أحب التصوير، ولا أفهم تقنيات هذا الفنّ. أما اليوم فأصبحت الكاميرا تلازمني، ولا أحد يعرف متى يظهر أمامه مشهد يستحقّ التخليد». يضحك زملاء ماضي لحماسته، ويبدأ كلّ منهم بعرض تجربته الشخصية مع التصوير، فيقول الطالب إبراهيم جواد إنّ كورنيش المنارة الذي سبق له أن قصده مئات المرات «يحتوي على ألف صورة يمكن التقاطها»، ويشير إلى إحدى الصور للمنارة وإلى جانبها أحد القوارب الخشبية.
أمّا الطالبة روعة دهيني فاختارت إظهار الإيمان الديني من خلال التقاط صور لأطفال يصلّون «إنّ وجوه الأطفال هي الأصدق في التعامل مع الله، فلا حاجة لتصنّع حركة أو تعبير معيّن، فمجرّد تصويرهم على طبيعتهم يعكس الإيمان».
وكان رئيس قسم الـ«biomedical» زياد أبو فراج في الجامعة قد افتتح المعرض الذي عرض مجموعة من صور التقطها في أوروبا وأميركا والهند. وتحدّث أبو فراج عن هواية التصوير البعيدة عن اختصاصه، كما شرح معنى بعض الصور المعروضة وظروف التقاطها. وكانت لجنة من الأساتذة قد جالت خلال المعرض على صور الطلاب ووضعت علامات تقويمية «لإعطاء كل طالب حقّه».