لم يعد «الترقيع» يجدي نفعاً في معهد العلوم الاجتماعية ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، فقد دقت ساعة الصفر، بعدما ملّ أهل المعهد الوعود، وباتوا ينتظرون قراراً فورياً حاسماً ينقلهم من «الجحيم». وكانت القاعات الدراسية قد غرقت أمس بمياه الأمطار التي تسرّبت إلى الصفوف، حتى وصلت إلى الأسلاك الكهربائية، ما استدعى تحركاً عفوياً من الطلاب، فاعتصموا أمام المبنى احتجاجاً على الواقع المزري الذي يعيشون فيه، فيما عمدت الإدارة إلى إصلاح ما يلزم، وخرجت أمينة السر إلى المعتصمين لتتحدث عن خطأ ما حصل، أدى إلى «شرقطة» في الأسلاك، مؤكدة أن الطلاب والإدارة في خانة واحدة في رفض هذا الواقع.
التحرّك ليس الأول للطلاب، فقد سبق لهم أن اعترضوا على ورش البناء المحيطة التي تعوق العملية التعليمية، لكن أياً من المسؤولين لم يحرّك ساكناً، رغم الكتب المتكررة التي وجهها مدير الفرع الأول للمعهد الدكتور محسن صالح إلى رئيس الجامعة.
وفيما رفض الطلاب «بدعة» الترميم التي طالعهم بها المسؤولون، وقّعوا أمس على عريضة رفعوها، عبر مجلس طلاب الفرع، إلى المدير طالبت الإدارة بـ «التحرك السريع لإنقاذ المبنى الدراسي من تسرب مياه الأمطار إلى داخل المبنى، ما يؤدي إلى مشاكل عامة من تلف في معدات الجامعة إلى مشاكل صحية تنعكس سلباً على صحة الطلاب من جراء رائحة العفن والرطوبة، وتؤدي إلى خطر كبير على حياة الطلاب نتيجة تسرب المياه إلى الأسلاك الكهربائية».
ويوضح رئيس مجلس طلاب الفرع الأول حيدر شميساني «أننا كمجلس نحتضن تحرك الطلاب بعدما تحكم الواقع السياسي بكل مفاصل الدولة، وغابت القضايا المطلبية عن رئاسة الجامعة التي لم تحرّك ساكناً حتى اليوم». ويشير إلى «أننا نسعى إلى عقد لقاء قريب مع رئيس الجامعة والعميد والمدير للوصول إلى حل مبدئي، في حال تعذر الحل الجذري الذي نتمناه لطلابنا لتحقيق أبسط حقوقهم».
من جهته، أبدى صالح استياءه من الوضع الذي وصل إليه المعهد، مستغرباً كيف أنّ بعض الأساتذة يفضلون «الترميم» على الانتقال، لمجرد أنّ منازلهم قريبة جغرافياً من المعهد. وأكد صالح ضرورة اتخاذ قرار عاجل «لأنّ مصلحة الطلاب تهمنا بالدرجة الأولى». وقال إنّه فعل ما يجب فعله ورفع كتاباً إلى المسؤولين، لكن «فالج لا تعالج».
يُذكر أنّ الكافيتريا فتحت أبوابها أمام الطلاب لتقيهم الأمطار فحسب، لكنها تحتاج إلى مناقصات لتشغيلها، على حد تعبير صالح.
ف.ح