ثائر غندور
يبدو أنّ موقف رئيس تيّار المستقبل النائب سعد الحريري بدأ يلين، بعد ممارسة ضغوط خارجيّة عليه، حسب ما تقول مصادر مقرّبة من وزير الخارجيّة الفرنسي برنار كوشنير. فهو، بحسب أحد نوّاب التيّار الوطني الحرّ، أبدى استعداداً للنقاش في قانون الانتخاب، ومبدئياً بحكومة الوحدة الوطنيّة، واستمرّ النقاش في نسب تمثيل المعارضة والموالاة في الحكومة الجديدة من دون الدخول في تحديد الاسم، في الجلسة التي جمعته صباح يوم أمس مع الرئيس نبيه بري وكوشنير. لكن مطّلعين على فحوى النقاش الذي دار في الجلسة الصباحيّة يقولون إنّ الحريري لم يُقدّم أي تعهّد، ولم يكن قد قبِل حتى تلك اللحظة بأيٍّ من شروط النائب ميشال عون.
وتقول مصادر قياديّة في المعارضة إنّ الحريري كان يُفترض به أن يقدّم أمس رداً بشأن موضوع حكومة الوحدة الوطنيّة. وتضيف المصادر أنه خلال يوم أمس، وصلت الأمور إلى حالة توافق «ولا تزال»، لكن بعض العقبات لا تزال بحاجة إلى تذليل. ويُمكن أن يجري تقطيع المشكلة على قاعدة تعهّدات قدّمها وسيقدّمها كوشنير لتذليل العقبات، وهي ضمانات طلبها برّي، لأنّ تعهّدات الحريري لا تكفيه، بحسب المصادر المعارضة. وقالت المصادر إن تعهّدات كوشنير تُرضي بعض أطراف المعارضة، وتبقى موافقة النائب ميشال عون ناقصة. وترفض المصادر المعارضة الحديث عن الخطوة التالية إذا أصرّ عون على الرفض.
على الصعيد العوني، يزداد استرخاء نوّاب التيّار الوطني الحرّ ومسؤوليه يوماً بعد آخر. تصلهم استطلاعات الرأي التي تُشير إلى أن الوضع المسيحي للتيّار أفضل من صيف عام 2005، عندما أُجريت الانتخابات النيابيّة.
من هنا، يفسّر نائب عوني كلام رئيس تكتّله، النائب ميشال عون، خلال المؤتمر الصحافي عن قراره بإضافة بند جديد إلى شروط التيّار كل يوم. يترك النائب لفريق الموالاة حريّة الاستنتاج عمّا إذا كان هذا الطرح استراتيجيّة مفاوضات جديدة أو هو طرح جديد. لكنّه لا يلبث أن يقول: «سيفاجأون بمدى إرادتنا وتصلّبنا في الدفاع عن حقوق المسيحيين المسلوبة منذ 16 عاماً، وعليهم أن يتعاطوا معنا بجدّية إذا أرادوا الوصول إلى حلّ». ويضيف النائب أن ارتفاع نسبة المؤيدين في الشارع المسيحي للتيّار سببها اقتناع الناس بأنّ عون هو الوحيد الجدي بالنضال من أجل حقوقهم.
لا تتغيّر مطالب العونيين مع مرور الأيام، ويؤكّدون أنّهم غير مستعدين للقبول بالظلم الذي حصل في العهدين الأخيرين من حياة الجمهوريّة.
وفي المقابل، يؤكّد أحد نوّاب تيّار المستقبل أن الحريري لم يُقدّم أي تنازل حتى يوم أمس، «أو على الأقلّ لم نطّلع كنوّاب على أي نوع من التنازلات». ويرى النائب أن الناس يُفترض أن تكون قد اقتنعت بأن الجوّ الإيجابي الذي تُشيعه مصادر الرئيس برّي عبر وسائل الإعلام، وخصوصاً المرئيّة منها، في كلّ جولة يقوم بها موفد أجنبي، غير صحيح.
من جهتها، قالت مصادر مقرّبة من كوشنير أن البحث لم يصل إلى نتيجة جدّية حتى مساء يوم أمس.
كما تتساءل مصادر مقرّبة من كوشنير وأخرى معارضة عن فحوى الاتصالات التي أجراها السفير الأميركي جيفري فيلتمان مساء أمس بعدد من السياسيين، وعمّا إذا كان فيلتمان يحاول عرقلة الجهود للوصول إلى تسوية؟