فداء عيتاني
يُبدي الموفد من وزارة خارجية بلاده دهشته حين تشير إلى الرئيس سليم الحص بصفته أفضل المرشحين لرئاسة الحكومة. «الحص لا يشبه لبنان»، يقول الموفد الغربي، فهو لا يتعرّف في صورة هذه البلاد إلا على مجموعات من السياسيّين يشبهون من تعرفون ونعرف. فيستكثر الموفد على اللبنانيين رجلاً كالحص، خيضت المعارك لتقزيم حجمه وقامته، على قاعدة أنه «آدمي، لكنّه لا يخدم ولا يقاتل»، أي لا يخدم متجاوزاً القوانين ولا يقاتل لمصالحه، رامياً الفتات لأبناء طائفته.
لا يتعرّف الغربيون في الرجل على صورة بلد الطوائف الذي يرغبون في التعامل معه، ومقايضة سياسيّيه، وسوقه هنا أو هناك، وممارسة ألاعيبهم فيه، كتلك الألاعيب التي تجري اليوم بين السفير الأميركي ووزير الخارجية الفرنسي.
أما الحص، فهو من خارج هذه الصورة. وبعد طول عمل على إقصائه عن السياسة المحلية، يُدهش الغربيون من بناء آمالنا على شخصيات كالحص للقيام بدولة حديثة.
ربما سبق أن علم الغربيون أن حزب الله نفسه يعقد آمالاً على شخصيات كالحص، ولهذا يفضّلون تجنّب الاثنين معاً.