مقترح لحل الأزمة
  • المحامي طلال فياض

    أمام الخوف الكبير على الوطن ونتيجة المعاناة التي أصبحت كغيري من اللبنانيين أكابدها صبح مساء، فإنني أتقدم بمقترح لعله يجد قبولاً لدى الفريقين المتصارعين ويكون بالتالي مخرجاً دستورياً وقانونياً وسياسياً يعيد اللبنانيين الى الرؤية الوطنية الواحدة لمواجهة التحديات التي تفرضها علينا أزمات المنطقة وعلى رأسها محاولات العدو الاسرائيلي لخلق المزيد من الأزمات للوطن الذي استطاع ان يُلحق به أفدح هزيمة عسكرية ما زال كيانه يهتز ويترنح تحت وطأتها، وبذلك فإنني أقترح ان تقوم مبادرة الجامعة العربية لتضمن تنفيذ هذا المقترح الذي يؤدي ــ حسب اعتقادنا ــ الى ما يضمن للمعارضة المشاركة الفعلية في الحكومة بشكل يتوازن مع حجمها السياسي كما تكون الحكومة قد ضمنت بقاءها خارج إطار التهديد بإقالتها عبر نسفها من الداخل عند الاستحقاقات الكبرى التي تؤدي الى الفراغ الدستوري، وتكون الحكومة أيضاً قد حصّنت نفسها من أي اتهام يمكن المعارضة ان ترميها به، وفي الوقت عينه تشارك المعارضة في سياسة البلاد. ومقترحنا مرهون بالخطوتين التاليتين:
    * أن تتعهد الحكومة بتمثيل المعارضة بعدد من الوزراء يفوق الثلث الضامن الذي يطالبون به بإعطائها في الحكومة العتيدة ثلاثة عشر وزيراً من أصل ثلاثين وزيراً، وبذلك تكون المعارضة قد حققت أقصى ما طالبت به وهو نسبة أربعة وأربعين في المئة من أعضاء الحكومة وهو ما يمثل ثقل المعارضة في مجلس النواب باعتبار ان نواب المعارضة يمثلون 44% من أعضاء مجلس النواب.
    * أن تتعهد المعارضة بأن تكون زيادة عدد وزرائها ليس هدفها إسقاط الحكومة عبر استقالتهم كما صرح أحد أركان المعارضة مراراً بل هدفه المشاركة العادلة في تسيير شؤون الحكم وهذا يفترض ان تتعهد المعارضة بالموافقة على تعديل الفقرة (ب) من المادة التاسعة والستين من الدستور اللبناني التي تنص على الآتي: «تعتبر الحكومة مستقيلة اذا فقدت أكثر من ثلث عدد أعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها». بحيث يصبح نص الفقرة (ب) السالفة الذكر كما يلي: «تعتبر الحكومة مستقيلة إذا فقدت نصف عدد أعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها».
    وأخيراً وقبل كل شيء وبعد كل شيء يكون لبنان قد وقف ثانية على قدميه لبناء الاستقرار والتقدم والازدهار الذي يستحقه.


    بوش... في سباقه مع الزمن

  • حسن جبران البازي

    بعد حوالى ست سنوات، من البدء بتنفيذ مخطط اليمين الجمهوري الأميركي، القاضي بالتوسع والانفلاش العالمي، عبر توسل الحرب الشاملة على الإرهاب، واعتماد الإرهاب «البوشي» للعالم، عبر مقولته الشهيرة، عقب أحداث 11 أيلول 2001: «من ليس معنا فهو بالتأكيد ضدنا»، نرى بأن الأدارة الأميركية وخصوصاً بعد إخفاقاتها في العراق، وخسارتها للانتخابات العامة بوجه الديموقراطيين تحاول إعادة تلميع صورتها أمام الرأي العام الأميركي والدولي، عبر محاولتها فرض المخططات اليمينية كحل حقيقي أوحد لمعضلات الشرق الأوسط، ومنها الفوضى البناءة والشرق الأوسط الجديد، بعد أن تم التثبت من عقم هكذا نظريات.
    لذلك، نرى جورج بوش يطالب بزيادة ميزانية الدفاع وعديد الجنود الأميركيين في العراق، على عكس ما يؤمن به الديموقراطيون، بالتوازي مع «تسونامي» «بوشي» جديد بدأ يظهر عبر زيادة منسوب الصراع في العراق وتأجيج الفتنة في فلسطين، والإيعاز إلى حكومة إسرائيل للمس بالمسجد الأقصى توخياً لمنع الاستقرار عن المناطق الفلسطينية وإلهاب الساحة الفلسطينية في كل الاتجاهات ومنع الحل في لبنان عبر تأجيج نار الفتنة المذهبية.
    وكل ذلك للإسراع في ضرب مكوّّّّّّّّّّنات المنطقة بعضها ببعض، من العراق إلى فلسطين، مروراً بلبنان. فهل حسابات الحقل «البوشي» تتطابق مع حسابات البيدر الشرقي؟ أم إن وعي شعبنا العربي والمشرقي لمؤامرات الغرب يسقط الفتنة من جديد؟