أكد الرئيس عمر كرامي أنه لا يشارك في التفاؤل الذي يعمم على الصعيد الشعبي، مشيراً الى أن المعطيات لا تدل على إمكان الوصول الى التوافق وأن الفريق الآخر يريد كسب الوقت.كلام كرامي جاء بعد استقباله أمس في دارته بطرابلس المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة الذي أوضح أن الزيارة «ودية جداً جداً لصديق عزيز كان له دور في صيانة وحدة لبنان، هو وعائلته الكريمة.
وتعليقاً على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأخيرة رأى بشارة أنه يبدو أن طلب أميركا عدم التدخل الأجنبي في الشأن اللبناني الداخلي، لا ينطبق عليها»، موضحاً أن لا تفسير لهذا التصريح سوى أنه «عرقلة لأي إمكانية وفاق ليس فقط لبنانياً بل عربياً، لأن الوفاق العربي يعكس نفسه على لبنان».
من جهته، اعتبر كرامي أن بشارة «يمثل جيل الوطنيين الممانعين للسياسة الاستعمارية والاسرائيلية في هذه المنطقة».
ورداً على سؤال عن نظرته إلى الوضع اللبناني في ضوء المهلة القصيرة الباقية لموعد الاستحقاق الرئاسي قال كرامي: «آثرنا السكوت في المرحلة السابقة لأننا لم نشارك في التفاؤل الذي يعمم على الصعيد الشعبي اللبناني»، مشيراً الى أن «التصريحات التي تصدر عن أركان الموالاة كانت دائماً استفزازية وتصعيدية وكأنهم هم وحدهم يمثلون ويملكون كل لبنان، ونحن من المؤمنين أنه لا يمكن لبنان أن يرتاح وأن يعيد صياغة نفسه وبناء دولته على الأسس الإصلاحية الصحيحة والقضاء على الفساد، وأن يؤدي دوره في العالم العربي وفي العالم كله، إلا عن طريق التوافق».
ورأى أن الخطاب السياسي حتى الآن لا يدل على أن أحداً يريد هذا التوافق، متمنياً لرئيس المجلس النيابي نبيه بري «أن تتحقق أمانيه وأمانينا بالتفاؤل وبالتوافق ولكن المعطيات لا تدل على ذلك مع الأسف الشديد».
ورداً على سؤال أوضح كرامي أن مسؤول العلاقات السياسية في «التيار الوطني الحر» جبران باسيل سيزوره غداً الثلاثاء لإطلاعه على أجواء لقاء رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في باريس، مشيراً الى أن الأمور الأساسية «لم يجر النقاش فيها، والوقت أصبح ضيقاً جداً، ونحن نشعر وكأن الفريق الآخر يكسب الوقت».
وعن تصريحات رايس قال كرامي: «واضح تماماً من المرتبطين بالأميركيين، من كلامهم وتصريحاتهم وسياستهم وتصعيدهم واستفزازاتهم أنهم يترجمون السياسة الأميركية التي طبعاً أول مترجم لها هو السفير جيفري فيلتمان»، وأكد عدم تفاجئه بما قالته رايس، موضحاً أن الأميركيين لا يريدون التوافق، وحذر من أن البديل من التوافق لن يكون لمصلحة لبنان وشعبه.