ردّ مرشح فريق 14 آذار الى رئاسة الجمهورية المهندس نسيب لحود بكثير من التوتر على الخبر الذي نشرته «الأخبار» قبل يومين، والذي يشير إلى أنه (دون الإشارة إلى اسمه) كان عضواً في منظمة فلسطينية قريبة من سوريا. وقال في بيان وزعه مكتبه الإعلامي أول من أمس «إن هذا الخبر عار تماماً من الصحة ومختلق من أساسه، شأنه شأن أخبار أخرى كاذبة نشرتها الصحيفة نفسها عن الأستاذ نسيب لحود وجرى نفيها في حينه، فإن المكتب الإعلامي للأستاذ لحود ينبّه إلى المسؤوليات والعواقب الأخلاقية والقانونية التي تترتّب على تكرار مثل هذه الأخبار الكاذبة». «إن الخبر مختلق وعار عن الصحة».
ولولا أن لحود اتهم «الأخبار» بالكذب وأشار إليها ولو من دون أن يسمّيها، لكانت «الأخبار» قد اكتفت بالأمر في حدوده لكن من المفيد إيراد الآتي:
«قامت وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات الفرنسية بجمع ملف معلومات عن عدد من الشخصيات اللبنانية بينها المرشحون للرئاسة الأولى، واستندت في قسم من المعلومات إلى أرشيف السلطة الفلسطينية، وإلى ملفات جمعتها جهات لبنانية في فترة سابقة، منها أعضاء حاليّون في قيادة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي عندما كانوا في موقع وظيفي مختلف وكانوا يهتمون بجمع المعلومات عن لحود بوصفه مرشحاً خصماً للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ومن المعلومات التي جُمعت أن لحود كان عضواً في «قوات الصاعقة ـــــ ساحة لبنان» التابعة لمكتب العمل الفدائي في القيادة القومية لحزب البعث السوري بعد عودته من دراسة هندسة الكهرباء في بريطانيا عام 1969، وتحديداً خلال الفترة التي كانت تحت قيادة زهير محسن (1936 ـــــ 1979)، عضو القيادة القومية في الحزب والأمين القطري للتنظيم الفلسطيني قبل أن يغتاله جهاز الموساد الإسرئيلي في مدينة «كان» الفرنسية في تموز 1979. كما أنه احتفظ بعلاقة وثيقة مع شقيقه ماجد محسن الذي خلفه على رأس قوات الصاعقة في لبنان.
إضافةً الى ذلك، فإن «الأخبار» ترفق الرد على توضيح لحود بصورة عن وثيقة، آملة ألّا تضطر الى نشر تفاصيل أخرى. علماً أنه لم يكن مقصوداً الإساءة الى لحود بالإشارة الى صلته بالعمل الفدائي، ولا سيما في تلك الحقبة من النضال العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد تكون هذه التجربة أكثر إضاءة في سجل لحود من فكرة الانضواء في تجمع طائفي كـ«لقاء قرنة شهوان»، أو التحوّل الى مرشح لأمراء الحرب وناهبي البلاد الذين قاومهم لحود منذ انخراطه في العمل العام حتى سقوطه في الانتخابات النيابية الأخيرة.