تبنين ــ داني الأمين
ينقل رواد المستشفى التابع للكتيبة البلجيكية المتمركزة في بلدة تبنين ـــــ قضاء بنت جبيل، بكثير من الإيجابية، إلى مسامع الناس أنباء الخدمات الطبية التي حصلوا عليها، والتي وفرت عليهم كثيراً من الكلفة والمعاناة الناجمة عن الانتقال إلى مستشفيات الجنوب ومستشفيات المدن اللبنانية.
داخل مقر القوات البلجيكية شيّدت المخيمات البلاستيكية لتكون مقراً ثابتاً لمعالجة الحالات الطارئة المرضية لأهالي منطقة بنت جبيل وبعض المناطق الجنوبية الأخرى، إضافة إلى معالجة المرضى من الجنود البلجيكيين وضباطهم الذين يبلغ عديدهم 360 جندياً وضابطاً، فضلًا عن تقديم الخدمات الطبية لجنود الجيش اللبناني في المنطقة.
المخيمات البلاستيكية موصولة ببعضها لتؤلّف من الداخل مبنى متكاملًا تتداخل فيه الغرف المتنوعة الأقسام. وقد شيدت هذه الخيم في أواخر أيلول 2006 وفتحت أبوابها في التاسع من تشرين الأول من العام نفسه. وتستقبل نحو 70 مريضاً يومياً من الأهالي، ما عدا يوم الأحد، باستثناء الحالات الطارئة جداً التي تستقبل في جميع الأوقات.
ويزداد عدد المرضى صيفاً، والمرضى الذين تستقبلهم المستشفى يصنفون في خانة الحالات الطارئة. ويقدم الجهاز الطبي في المستشفى الإسعافات الأولية ويقرر ما إذا كان من الضروري نقلهم إلى مستشفى آخر.
«ليس هدفنا الحلول مكان المستشفيات الأخرى أو منافستها، بل فقط مساعدة الشعب اللبناني»، يقول مدير المستشفى الكولونيل هيرمينز، ويضيف: «نحن نتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني الذي ينقل إلينا الحالات الطارئة وينقل من عندنا الحالات التي تخرج عن اختصاصنا إلى المستشفيات الأخرى، وقسم الطوارئ لدينا يعالج كل الحالات الطارئة لكل الأعمار، وأكثر ما نواجه معالجته هو الحالات الناجمة عن الحرائق وحوادث السير والعمل، وترتفع نسبة حروق الأطفال شتاءً بسبب وسائل التدفئة الموجودة في المنازل».
ويتضمن المستشفى البلجيكي قسمين رئيسيين: قسم «طبيب العائلة» وقسماً خاصاً بالاستشفاء. وبلغ عدد الزوار من الأهالي في القسم الأول نحو 2620 مريضاً، فيما سجل قسم الاستشفاء نحو 3468 حالة وأجريت عمليات جراحية لنحو 160 مريضاً، مع العلم أن المريض لا يمكنه المكوث في المستشفى لأكثر من يومين، والا حوّل إلى أحد المستشفيات الأخرى، حسب اختيار المريض أو ذويه. وفي المستشفى أقسام خاصة بالأشعة والمختبر وعيادة الأسنان استقبلت حتى الآن ما يقارب 1250 حالة مرضية.
توسع عدد رواد المستشفى من الأهالي ليطال القادمين من مدينة صور ومنطقتها. ويذهب الكولونيل هرمينز إلى أن «الجزء الأكبر من الأطباء والممرضين البلجيكيين العاملين في المستشفى هم من أصحاب الخبرات اللافتة، والذين سبق لهم العمل في المستشفيات البلجيكية ويحملون اختصاصات متعددة، وهم خبراء بمعالجة حالات الطوارئ، ولا سيما المتعلقة بالحرائق، يتناوب منهم ستة أطباء متخصصين لاستقبال الحالات الطارئة».
وفي المستشفى غرفتان معقمتان ومجهزتان بأحدث الوسائل اللازمة لإنجاز العمليات الجراحية، وقسم خاص بالمحجبات اللاتي قد يزعجهن الكشف الطبي عليهن أمام أعين الجنود من الممرضين، إضافة الى مختبر متطور لفحص الدم، وقسم للتوعية والإرشاد خاص بالأطفال، وهذا القسم يجول القيمون عليه على مدارس المنطقة لتقديم الإرشادات الطبية للطلاب، وهناك قسم خاص بالعناية الفائقة وصيدلية.
ويؤكد هرمينز أن الهدف الأول والأخير هو مساعدة الجميع والحصول على رضى الجميع بعيداً عن أي غاية خارج السياق الإنساني.