الهرمل ـ رامي بليبل
لم تكن الحفريات القائمة في محلة الوقف على طريق رأس المال والخاصة بالأتوستراد الذي يجري إنجازه بين الهرمل وسير الضنية في الشمال ذات اهتمام ومتابعة لدى المعنيين لأن المماطلة والتسويف بمصالح الناس عادة لا خلاص منها أبداً بقدر الاهتمام الذي نالته تلك الحفريات صبيحة يوم أمس بسبب ظهور علامات على وجود آثار قديمة عند كتف الطريق الحاصل جرفه بغية التوسعة المنتظرة منذ سنوات، ما استدعى قوى الأمن الد اخلي توقيف الجرافات العاملة هناك وتجمهر عشرات المارة وعدد من المهندسين والمهتمين.
أول الاكتشافات التي فتحت الأنظار على المكان ظهور حجر روماني كبير يعتقد أنه لمعصرة أو جرن قطره 75 سنتمتراً وطوله متر وعشرة سنتمترات له فوهة مصلبة يرتكز على قاعدة صخرية كبيرة يعتقد من الدلائل الأولى أنها لمنزل قديم أومعبد روماني علماً بأنه في مكان يبعد عن نقطة العثور على هذا الحجر كانت توجد طاحونة قديمة يعرفها كبار الهرمليين.
جهاد القبوط صاحب الأرض استغرب ما عثر عليه في أرضه قائلاً: «لم نكن نتوقع أن نجد شيئاً بالرغم من أنه أمر ممكن لعلمنا أن الهرمل تزخر بالكثير من الآثار التي ما تزال دفينة».
المهندس المعماري سامر عاصي قال: «علامات هذا الحجر تدل على أنه حجر روماني فالطبقات المختلفة المتواترة عليه وطريقة نحته تدل على قدمه» وتابع قائلاً: «في كل مرة يحدث أن يُكتشف في الهرمل أو في أي منطقة من مناطق البقاع الشمالي آثار جديدة مما يدل على أن المنطقة تعوم على حقبة تاريخية أثرية مهمة وهذا الأمر يتطلب من المعنيين تعزيز مديرية الآثار ولا سيما مكاتب البقاع وافتتاح مكتب للبقاع الشمالي ليتابع كل جديد فهذه الأمور لا يجوز معها الاستهتار وهي جديرة بالعناية والاهتمام».
وبانتظار انتهاء الساعات التي يحتاج إليها المهندس خبير الآثار للوصول من بعلبك إلى الهرمل ومعاينة المكتشف الجديد سرت القصص والأقاويل وعادت ذاكرة البعض إلى أحداث مرت لكن أهمها ما ذكر به أحدهم يوم حفر في المكان وعثر على بضع قطع ذهبية رومانية.
لكن المؤكد هو أولاً تسويف ما تم العثور عليه لما لإثباته من متطلبات، المعنيون في غنى عن الاهتمام بها، وثانياً توقف العمل في مشروع توسعة الطريق ووقوعه في «الكوما» مرة جديدة لحين ثبوت خلو المكان من الآثار المهمة الأمر الذي يتطلب وقتاً وروتيناً إدارياً قلّ من لم يلوّع بناره في لبنان.