تعقيباً على حلقات «التاريخ المكتوم للجهاديّين كما يرونه» للزميل فداء عيتاني (راجع «الأخبار» من العدد 326 إلى 339)، جاءنا من «الحركة الإسلامية المجاهدة» الآتي:
  • انطلقت الحركة الإسلامية المجاهدة عام 1973 من المخيمات الفلسطينية في لبنان بفكر وسطي معتدل تحت شعار «الدعوة للجهاد». الدعوة من أجل تبيان حقيقة الإسلام بأنه عقيدة وعبادة وشريعة وأخلاق وحضارة، والجهاد من أجل تجميع جهود وطاقات الأمة العربية والإسلامية لمواجهة الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين.

  • عام 1982، وإبّان الاجتياح الإسرائيلي للبنان، واجهت الحركة الإسلامية المجاهدة ـ بإمكاناتها المحدودة ـ مع جهات أخرى في منطقة صيدا وعين الحلوة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقدمت الحركة في هذه المواجهة عدداً من قادتها الشهداء (الشهيد فوزي آغا، الشهيد منير الحافي، الشهيد عبد الكريم سمارة).

  • عام 1985، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من منطقة صيدا في اتجاه الجنوب، سعت الحركة من أجل إقامة مؤسسات دينية وتربوية ودعوية وثقافية واجتماعية، تحتضن الأجيال الناشئة من الشعب الفلسطيني وترعاه وتوجّهه دينياً وثقافياً وعلمياً وأخلاقياً، وتؤكد في وجدانه أن العودة إلى فلسطين لها طريق واحد هو طريق الجهاد.

  • عندما قامت «حرب الفتنة» بين المخيمات والجوار كان للحركة الإسلامية المجاهدة دور مهم في السعي إلى وأد الفتنة، إذ تعاونت مع المخلصين في كل المبادرات التي عملت على إطفاء هذه المواجهة، وخاصة مع مبادرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي جنّدت طاقاتها السياسية والدبلوماسية في هذا السبيل، وتحرك سماحة السيد عباس الموسوي مع ثلّة من علماء السنّة والشيعة من تجمع العلماء المسلمين (الشيخ ماهر حمود، الشيخ محرّم عارفي، الشيخ عبد الله حلاق، الشيخ غازي حنينة، السيد عيسى طباطبائي). وبعد جهود مضنية من الاتصالات واللقاءات مع قيادة حركة أمل والقيادات الفلسطينية، تحوّل خلالها منزل الشيخ ماهر حمود في صيدا إلى خلية سياسية، وعملت السفارة الإيرانية في بيروت على تجنيد كل طاقاتها واتصالاتها وعلاقاتها مع الساحة الشيعية والسنّية من أجل إنجاح جهود العلماء، وفعلاً تكللت المبادرة بالنجاح وتوقفت حرب الفتنة التي كان يراد لها أن تزداد أواراً.

  • وكان للحركة الإسلامية المجاهدة دور مميّز في السعي الحثيث والمستمر في تقريب وجهات النظر بين قيادة عصبة الأنصار وقيادة حركة فتح، من أجل وضع حد للخلافات السياسية التي تحولت إلى أبعاد أمنية بين الطرفين، فكانت بين الحين والآخر تشكّل خلية أزمة من الشيخ جمال خطاب (مسؤول الحركة الإسلامية المجاهدة) والشيخ ماهر حمود واللجنة الشعبية في عين الحلوة ومعظم فعاليات صيدا السياسية، من أجل إيجاد الحلول الممكنة لكل المشكلات الطارئة، وقد نجحت هذه الجهود في تقريب وجهات النظر إلى درجة جلوس قيادات الطرفين إلى طاولة الحوار، ومحاصرة أي إشكال على الأرض، ولا ننسى من ذلك مساهمة كل المنظمات الفلسطينية في الضغط السياسي على الطرفين في اتجاه تحصين الوضع الأمني والسياسي في المخيم ومنطقة صيدا.