المر يأمل بتسوية وجعجع لـ «تجنّب المعركة»
تحدث كل من الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع والنائب ميشال المر بعد لقائهم الموفد الفرنسي جان كلود كوسران عن الانتخابات الفرعية المنوي إجراؤها في المتن، فحمل الأول بعنف على رئيس كتلة الإصلاح والتغيير النيابية العماد ميشال عون وقال: «لا أريد تحريك السكين في الجرح، آسف أن يكون العماد عون يقوم بتحريك السكين في الجرح، وليسامحه الله. وآسف أن أقول إن العماد عون هاوٍ لحروب الإلغاء ولهذا النوع من المغامرات على الساحة المسيحية، ونعرف تماماً كم دفعنا غالياً ثمن حرب الإلغاء، واليوم كأن هناك حرباً جديدة لا نعرف مغزاها. العماد عون لا يريد أن يبقى هناك أي عائلة سياسية، ولا يريد أن يبقى حجر على حجر في المناطق المسيحية مثلما حصل في الماضي القريب في حروب الإلغاء وغيرها. أعتقد أنه آن الأوان للتفكير بضمير، يدنا ممدودة بتمنٍّ من غبطة البطريرك، مرجعيتنا، يدنا ممدودة وقلبنا مفتوح ومستعدون للحوار ولكل حل يعزز الوفاق المسيحي وصولاً إلى وفاق، وآمل أن تكون هذه الانتخابات الفرعية مدخلاً للوفاق، هذه المعركة فرضت علينا وكنت فضلت ألف مرة أن يبقى معنا بيار، إنما المعركة موجودة وسنخوض هذا الاستحقاق بإيمان، وأنا متأكد من النصر، وشبابنا مستنفرون والماكينة بدأت العمل بعزم وفاعلية. وأنا متأثر بالالتفاف الشعبي لأبناء المتن حولي. وأنا متأكد من النصر».
من جهته جدد جعجع تمنيه «بعدم حصول المعركة الانتخابية في المتن ومواظبة السعي في هذا السياق»، داعياً الجميع إلى «عدم الخروج عن المألوف في الأدبيات السياسية وألا يتهم أحد الآخرين بأي شيء حتى لا تتلبد الأجواء». وانتقد «ما قيل عن أن مسيحيي 14 آذار هم الذين يغطون الحكومة التي تقوم بالتهميش»، نافياً هذا القول «الذي يغالط الواقع»، مشدداً على «أن السلطة الماضية وسوريا وحلفاءها هم الذين همشوا المسيحيين طوال الـ 15 عاماً الماضية»، مشيراً إلى «أن الحكومة التي لديها الكثير من الثغرات تحاول منع إقامة السلطة السابقة».
وفي لقائه مع وفد من الفاعليات الأكاديمية والسياسية في الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية، رأى جعجع «أن من يُسهم في إكمال تهميش المسيحيين في الوقت الحاضر هو الشلل الحاصل في الموقع الرئيسي في الدولة، وهو رئاسة الجمهورية، الكفيل ببدء عملية تصحيح الوضع تدريجاً»، وقال: «إن وجود الرئيس إميل لحود في رئاسة الجمهورية أحدث شللاً كلياً في هذا الموقع، وإنه لا أحد يعترف به داخلياً ولا خارجياً، وإن هناك قراراً من مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد وجوده في السلطة». وأضاف: «من هنا أتت دعواتنا المتكررة لكل الأفرقاء ولا سيما المسيحيون الآخرون، لتغيير الرئيس لحود والإتيان برئيس جديد»، مشيراً إلى «أن هؤلاء الآخرين لم يقبلوا بذلك».
ورد جعجع على «بعض الذين يقولون بأن خوضهم للمعركة مرده إنقاذ صلاحيات رئيس الجمهورية، بأن هذه الصلاحيات لا تعاني أي أمر، لكن الرئيس لحود شل جمهوريتنا»، لافتاً إلى أن الرئيس لحود «طوال فترة ولايته لم يوقف مئات من المراسيم المتعلقة بتهميش المسيحيين، فيما اليوم امتنع عن توقيع المراسيم حين أصبح الأمر يتعلق بالمحكمة الدولية ومصالح سوريا في لبنان». وسأل: «هل هذا هو الرئيس الذي سندافع عن صلاحياته؟ وهل صلاحياته عدم توقيع المرسوم المتعلق بإجراء الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي بعد اغتيال الوزير بيار الجميل واستطراداً انتخابات بيروت؟».
وفي ما يتعلق بالدعوة إلى «تجنب المعركة الانتخابية في المتن الشمالي في المقعد الذي كان يشغله الوزير والنائب الشهيد بيار الجميل»، قال: «إن من الطبيعي عودة هذا المقعد إلى حزب الكتائب الذي نعرف جميعاً تضحياته وجهوده السابقة والحالية». وأعلن أنه في حال حصول المعركة فسنضطر جميعاً للإسهام فيها للوصول إلى تمثيل حقيقي وفعلي ومعبر لمنطقة المتن».
من جانبه قال المر رداً على سؤال عما إذا كانت هناك أبواب مفتوحة للتسوية: «أكدت موقفي أمس، كما أكدت على تحالفي الطبيعي مع العماد عون وحزب الطاشناق، وهو تحالف قائم وليس بجديد، وهذا التحالف مستمر ودائم، ونرفض كل أوجه التشويش والتشكيك. كما أن الوقت لم يدهمنا، وأعلنا موقفنا بالأمس بشكل واضح وثابت، وهذا لا يمنع الاستمرار في المحاولات التي بدأتها منذ أكثر من أسبوعين، وما زلت أعمل عليها من أجل التوافق والوصول إلى صلح».
سئل: هل اتخذ المر قراراً في حسم المعركة، أم هناك نية للاستمرار في الوصول إلى التوافق برعاية بكركي؟ أجاب: «هناك أمل للوصول إلى حل، وأنا كنت أعمل عليه، ليس برعاية المر، بل برعاية بكركي، وطبيعي كان البطريرك مرحباً وراعياً لهذه الجهود، وبالمناسبة نشكر الصديق النائب بيار دكاش، آملاً أن لا يكون قد يئس من اليوم الأول، أما بالنسبة إلي فلم أيأس وما زلت أتابع، وقد أكدت على تحالفي القائم، وزميلي رئيس حزب الطاشناق هوفيك مختاريان قال إن الباب لا يزال مفتوحاً لبحث الحلول». أضاف: «أما بالنسبة للقرار المر لغوياً يعني خوض المعركة، أما قراري أنا فهو أنني كنت ساعياً للصلح وما زلت».
ولدى سؤاله عن مواقف الرئيس الجميل التصعيدية رد قائلاً: «لا أعتقد أن التصعيد هو سبب الخلاف، وتحميل المسيحيين دم الشهيد بيار الجميل غير مقبول، وكل من يشترك في العملية الانتخابية هو شريك في الجريمة هذا خطأ، لكنني بالرغم من ذلك لن أدخل في السجالات، وأطالب وأتمنى وقف السجالات الإعلامية لتسهيل مساعي الصلح».