اتهم تكتل التغيير والإصلاح الأكثرية بتقويض مهمة وفد جامعة الدول العربية الأخيرة، وعزا ذلك إلى إصرارها «على ربط التوافق على تأليف حكومة وحدة وطنية بمسألتي رئاسة الجمهورية والأمن، وما سوى ذلك من شروط مسبقة يستحيل تحقيقها في غياب مثل هذه الحكومة»، معتبراً أن هروبها «إلى كيل الاتهامات بارتباطات خارجية، بات معزوفة مكشوفة ومستهلكة لا هدف لها سوى كسب الوقت إلى أن يحين موعد الاستحقاق الرئاسي، مما يمكّنها من انتخاب رئيس للجمهورية من جانب واحد وخارج موجبات الدستور والميثاق والديموقراطية التوافقية التي يقوم عليها لبنان»، وأن ذلك يؤكد عزمها «على المضيّ قدماً في نهج الاستئثار بالسلطة وضرب أسس التوازنات الوطنية التي يقوم عليها الوفاق الوطني»، مشيراً في هذا الإطار إلى إلغاء عطلة يوم الجمعة العظيمة ثم التراجع عنه «بعدما فشلت كل التبريرات التي أغدقها بعض مسيحيي السلطة في تمرير هذا القرار الذي شاركوا في اتخاذه ويصيب المقدسات المسيحية في الصميم ويضرب عمق العيش المشترك».ورأى التكتل في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي في الرابية، أن الاعتداء على الكتيبة الإسبانية «معطوفاً على ما سبقه من أحداث وتهديدات واعتداءات على الجيش اللبناني، لا يمثّل تهديداً جدياً وخطيراً للبنان وحده، بل للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، لأنه لا يمكن أن يكون مجرد عمل تنفذه مجموعة إرهابية في معزل عن جهات خارجية تدعم الإرهاب وتتخذ منه أداة لتحقيق مخططاتها ومصالحها وأهدافها». وطالب بتحقيق دولي «وكشف الجهة أو الجهات التي تقف وراءه». وسأل: «لماذا لا تتقدم الحكومة بشكوى على سوريا، بعدما وجهت إليها اتهاماً مباشراً، وأكدت أنها تملك كل الأدلة والوثائق والاعترافات الكافية لإدانتها؟».
ودعا إلى دعم الجيش فوراً «سلاحاً وعتاداً، ليتمكن من مواجهة الخطر الإرهابي، وعدم الاكتفاء بإغداق الدعم المعنوي والنظري»، مؤكداً أنه «جيش الوطن والشعب وليس جيش نظام وحكومة، وهو الضمانة الكبرى لحماية الكيان اللبناني ووحدة الأرض، ودماء شهدائه ملك شعبه الذي يمدّه بها كلما احتاج إليها، والوجهة الوحيدة لاستثمارها هي ساحات الشرف لا أي ساحات أخرى».
ورداً على أسئلة الصحافيين، قال النائب ابراهيم كنعان «بعد سنتين من الحوار بين السلطة والمعارضة الذي لم يوصل إلى نتيجة، يعودون ويربطون تأليف حكومة الوحدة بشروط مستحيلة، ويصرحون بأنهم يريدون أن يتحاوروا من دون شروط». ودعا إلى تغليب منطق الدولة على منطق السلطة، وإلى «الإقرار بضرورة تأليف حكومة انتقالية تمهّد للحوار في المواضيع المصيرية، منعاً لمزيد من التدخل الخارجي وانعدام الوزن».
ورأى أن اتهام المعارضة برفض التأكيد على موعد للانتخابات الرئاسية «جزء من التسويق الإعلامي». وقال: «على هذه السلطة الاعتراف بعجزها إذا كانت عاجزة، ونحن على استعداد لملاقاتها»، معتبراً أن لبنان متّجه نحو الفوضى إذا استمرت هذه الحكومة «لأن هناك معارضة، ورئيس جمهورية يقول بأنه لن يسلّم هذه الحكومة السلطة بل سيؤلف حكومة ثانية».
(الأخبار)