فاتن الحاج
بــار للمشروبــات غيــر الكحوليــة وأجــواء احتفاليــة وتحطيــم لـ XTC

من قال إنّ الكحول والمخدرات هما وسيلتا الشباب إلى عالم المرح والتسلية؟ فـ«بار» المشروبات غير الكحولية نقل، أمس، طلاب الجامعة اللبنانية ـــ الأميركية في بيروت إلى الأجواء المكسيكية في الاحتفال: شربوا، غنّوا، عزفوا مقطوعات موسيقية، أدّوا أدوراً مسرحية، ورقصوا بقبعات القش... لم يشأ مكتب التوجيه في الجامعة أن يكون النشاط يوماً للوعظ المباشر ضد المخدرات، بل مرّر رسائله بطرقه المبتكرة، مستعيناً بمواهب طلاب قسمي التصميم الغرافيكي (Graphic design) والتصوير الفوتوغرافي.
تدخل المكان، فتظن أنّك في «هاواي» أو المكسيك، إذ تظلل سعف النخيل «البار» الذي يقدّم الفواكه الاستوائية والعصير والمشروبات غير الكحولية. يتقاطر الطلاب لاختيار مشروبهم المفضل. تفاجِئُك حبال الغسيل المزدانة بصور المدمنين التي التقطها الطلاب أنفسهم وعبارات «التحذير» من المخدرات المكتوبة باللغة الإنكليزية على القمصان: «لا تفكّر بشكل ملتوٍ، فكّر بشكل مستقيم. تعالَ عن التأثير. التعاطي حلّ موقّت. لا دين للمخدرات. جبْلة بتقتل. ماذا سيبقى في جيبك، عندما تعود أدراجك. أن تدخّن هذا أمر إنساني، أن تقول لا فهذا أمر إلهي.
وذُيِّلَ مجسّم لحبوب الهلوسة «XTC» علّق في المكان بعبارة «LAU UNITED AGAINST DRUGS» أو الجامعة اللبنانية ـــ الأميركية متّحدة ضد المخدرات. «بس مش عطول طريقة ليكوا المخدرات شو بتعمل فيكن بتنفع»، تقول اختصاصية علم النفس في المكتب نورما موصللي. «من هنا عمدنا إلى إضفاء أجواء من التسلية وابتكار طرق جديدة لإمرار الرسائل». توضح موصللي أنّ معظم الشباب الذين يرتادون الحانات الليلية يتعرضون للحبوب المخدّرة التي لا تقلّ خطورة عن الكوكايين والهيرويين، بل هي الخطوة الأولى على طريق الإدمان». وتشرح أنّ «نشر الغسيل هو للقول إنّه لم يعد هناك شيء يستأهل الكتمان».
من جهتها، تشير المسؤولة الصحية في المكتب ريتا ضومط إلى «أنّنا ركّزنا على أربعة أنواع أساسية من الحبوب التي تضعها النوادي الليلية في المشروب للتأثير على عقول الشباب». وتؤكد «أنّ الهدف من الحدث هو توجيه الشباب للإقلاع عن المخدرات بدليل أنّهم يستطيعون أن يمرحوا من دونها». وقد لفتت الصور التي تجسّد عذاب المدمنين انتباه تمارا صعب، فقالت «نستطيع أن نرقص ونتسلى من دون كحول ومخدرات». ويرى مازن سلامة أنّ الحبوب المخدّرة باتت ظاهرة متفشية في المجتمع الشبابي، والنشاط يتيح لنا خياراً ثانياً».
وفي البرنامج، تمايل الطلاب على أنغام الفرقة الموسيقية للجامعة، واحتشدوا أمام المسرح لمتابعة «اسكتش» من 15 دقيقة عن الحالة التي ينتهي إليها المدمنون. واستمتع المشاركون بالألعاب التي قدّمها بطل لبنان في «BAR TENDERING» جوني حدّاد. وانتهوا إلى تحطيم مجسّم «XTC» حيث تبين أنّه مصنوع من الكرتون ويحتوي على قصاصات ملوّنة وقوالب لصنع أشكال الصابون. هرع الطلاب لالتقاط القوالب والاحتفاظ بها، فيما سمع صوت من بعيد، في أثناء عملية التحطيم «don t brake it» أو لا تكسرها.