strong> راجانا حميّة
وضع الطالب في السنة الثالثة في قسم هندسة الاتصالات في المعهد الأميركي الجامعي للعلوم والتكنولوجيا عبد الله مينا نصب عينيه ذوي الحاجات الخاصّة في تنفيذ مشروع تخرّجه. مينا الذي عاش هاجس «الإنسان المعوّق»، حاول من خلال «Computerized house control for locked _ in patients» أن يفيه بعضاً من حقوقه التي خسرها، بـ«نفخة» واحدة من فمه. تعمل «نفخة» مينا على «توطيد» العلاقة بين جهاز الكومبيوتر وفم الشخص المعوّق، حيث يقوم هذا الأخير بالنفخ في آلة موصولة بجهاز الكومبيوتر، ثمّ يتولّى الجهاز ترجمة الحركة بحسب مستوى القوّة فيها، ويبعث بها إلى جهاز «المولّد». وبناءً على مستوى هذه النفخة، حدّد مينا أرقاماً في جهازه، ويتصل كلّ رقمٍ في الموّلد بأداةٍ كهربائيّة في المنزل، تمكّن المعوّق من اختيار الأداة التي يريدها بناءً على الرقم. فجهاز التلفاز الذي يحمل الرقم ستّة، يحتاج من مستخدمه إلى «نفخة صغيرة واثنتين أقوى ثمّ ثالثة مشابهة للأولى». تعمّد مينا في مشروعه أن يبتكر الكثير من الأرقام، رغبة منه في تمكين المعوّق من تنويع خياراته، غير أنّه فوجئ بالكثير من المعوّقات التي بدأت بصعوبة العثور على إحدى قطع جهازه، وهو ما اضطرّه إلى اختصار أرقامه بثلاثة عشر رقماً، حاول قدر المستطاع تضمينها الأدوات الضروريّة للمعوّق. «Computerized house»، مشروع واحد من أصل 37 مشروع تخرّجٍ عرضها طلّاب السنة الثالثة في قسم علوم المعلوماتيّة وهندسة الاتصالات، أمس، ضمن المعرض السنوي الثالث لمشاريع الهندسة وعلم المعلوماتية.
وعمد باسل أبو شقرا وزملاؤه الثلاثة في مشروعهم «Automated bottle quality control system using programable controller»، إلى مراقبة عبوات العصير قبل بيعها. ويشير أبو شقرا إلى «أنّنا تعلّمنا من خلال هذا المشروع الكثير من الاختصاصات من ميكانيك وخراطة وتركيب قطع غيار». ويقوم المشروع على فحص كميّة السوائل في العبوات، وما إذا كان غطاء العبوة محكماً، إضافة إلى الكشف على المكوّنات ومدّة الصلاحيّة، وإذا خُرقت إحدى العلامات، تقوم الآلة بتنحية العبوة وإعادة إرسالها للتدقيق فيها. وبالقرب من أبو شقرا، يجرّب ابراهيم الزين مولّده المائي «Micro hydro power plant for the house hold» ومدى قدرته على تزويد المناطق النائية بالطاقة الكهربائيّة. ويقوم مشروعه الخاص بالمناطق الجبلية على توليد الطاقة من الأنهار والسواقي. أمّا باسم ضو ورفاقه، فآثروا التفكير بإشباع نهمهم للسينما، وابتكروا «SMS cinema reservation system». ويختصر ضو في المشروع «الوقت الفاصل بين السؤال عن الفيلم والحجز»، فجلّ ما يقوم به «عاشق السينما» هو إرسال «SMS» إلى شركة الهاتف الخلوي والسؤال عن أحد الأفلام، بدورها ترسل الشركة المعلومات التفصيلية عن الفيلم وصالة العرض وسعر البطاقة. وما يلفت الانتباه في المشروع أنّ الشخص ليس مضطراً إلى شراء البطاقة من السينما، فقد يشتريها من «الوحدات الموجودة في هاتفه، ويحصل على رقم الكرسي في صالة العرض». ولجأ بسّام ونادين وبول ويوسف عبر «Intelligent drink machine» إلى تحديد نوع الشراب وحجمه من خلال الكوب «فإن كان أبيض وأسود، تسكب الآلة تلقائياً ميرندا».
من جهته، خرج شادي منذر من رغباته إلى «خدمة الشأن العام»، إذ أعدّ دراسة استغرقت أربعة أشهرٍ تقوم على تحديد سعر خط الهاتف الخلوي بناءً على أرقامه الستّة. ووضع منذر لـ«My mobi number» استمارة وجّهها إلى نحو ألف شخص، حدّد من خلالها الأرقام المميّزة وأعطاها درجاتٍ، وكل درجة منها لها سعر، إلاّ أنّه لم يحدّد السعر تاركاً الخيار لشركتي الهاتف الخلوي.
وتخطّى يوسف «الشأن العام المحلّي»، إلى العالم العربي «وكلّ من لا يتقن اللغة الإنكليزيّة»، فابتكر «لغتي» التي تقوم على تغيير لغة «Software» في جهاز الكومبيوتر من الإنكليزية أو الفرنسيّة إلى اللغة العربية، وجعلها في متناول الجميع. 37 مشروعاً جهد من خلالها طلّاب الـ«AUST» في التفتيش عمّا يشبع هواجسهم ورغباتهم ويساعد الدولة التي لم تبادر في غالبيّة الأحيان إلى مساعدتهم في شراء قطعة لآلاتهم أو تبنّي مشاريعهم، تحت شعار «غياب التمويل».
يُذكر أنّ مشروع التخرّج «Intelligent drink machine» قد فاز بجائزة التميّز في المعرض السنوي الثالث لمشاريع الهندسة وعلم المعلوماتيّة الذي نظّمه المعهد أمس، ونال مشروعا «لغتي» و«Design and development of mitochondrial - DNA» المرتبة الأولى في قسميهما.