المتن ــ رندلى جبور
مشهد جديد يضاف إلى مشاهد مسرحية النفايات المتنقلة في مختلف المناطق اللبنانية، فبعد طرابلس والبقاع والجنوب ودوحة عرمون وبحر جونية، انتقلت شاحنات النفايات الممزوجة بالأتربة يوم السبت الفائت من النورماندي باتجاه منطقة المونتيفيردي لترمي محتواها في «الجبل الأخضر».
فمنذ الساعة السادسة صباحاً اتجه عدد من الشاحنات تخطى العشرة عبر طريق المكلس ــــــ المنصورية ليستدير يميناً عبر المفترق المؤدي إلى رأس المتن. الأشجار والجبل والزهور والنهر يجعل طرح السؤال منطقياً: «هل نحن على الطريق الصحيح إلى المكبّ؟»، ويأتي الجواب سريعاً: «قربوا 300 متر لقدّام وبتشوفوه على يمينكم».
الوصول إلى المكب يسجّل ملاحظتين أساسيتين: أولاها أن كمية كبيرة من الأتربة التي تحتوي على النفايات رُميت حديثاً، وثانيها أن أحد عمال بلدية بيت مري هو الذي فكّ الجنزير ليفرغ سائقو الشاحنات ما لديهم، أما حجة موظف البلدية فهي أن رمي الردم مسموح في هذا المكب.
صفارة الإنذار أطلقت وتحركت بعض الفاعليات في المنطقة ودقّت باب البلدية التي اتجهت إلى المكب وأقفلت الجنزير وأعادت ما بقي من الشاحنات التي لم يسعفها الحظ، بحمولتها إلى حيث أتت. وكان جواب البلدية عن سماحها للشاحنات برمي النفايات في هذا المكب هو أنها لم تكن تعلم بوجود النفايات واعتقدت أن المحتوى يقتصر على الردم وأتربة البناء.
وعلمت «الأخبار» أن أحد الموظفين الكبار في شركة مدعومة من فريق السلطة هو وراء هذه الحمولات وهو حصل على ترخيص.
ظاهرة النفايات المتنقلة في مختلف البلدات اللبنانية التي حطت رحالها في «الجبل الأخضر» دفعت بسكان المنطقة إلى الاعتراض، وهم سيتحركون قريباً إذا ما استجدّ رمي النفايات في منطقتهم، رافضين أن يكون المتن ضحية جديدة في مسلسل رمي النفايات المتنقل، بعد أن دفع ضريبة كبيرة في مسلسل المتفجرات المتنقلة أيضاً.