strong> كامل جابر
انهمكت الأوساط الصيداوية والإسلامية «السلفية»، وكذلك الأجهزة الأمنية اللبنانية والفلسطينية، منذ نحو أربعة أشهر، أو أقل بقليل، بخبر، عن وجود أحد أبناء أسامة بن لادن، محمد، في مخيم عين الحلوة، في محطة له، تسبق انتقاله إلى العراق.
وفيما لم تحسم أي من القوى الإسلامية حقيقة وجوده أو نفيه، تردد أن نجل بن لادن اجتمع إلى عدد من مناصريه في مخيم عين الحلوة، وظل متخفياً طوال فترة إقامته. وتردد كذلك أنه مرّ بمنطقة البقاع قبل وصوله إلى عين الحلوة، وبعد مغادرة المخيم. بيد أن الكلام، لم تحسمه، حتى تلك القوى المحسوبة على التيار الإسلامي السلفي، ومنها «عصبة الأنصار» التي تكوّن ثقلاً في مخيم الطوارئ القريب من عين الحلوة، عند مدخله الشمالي، ويقودها المتهم الفار احمد عبد الكريم السعدي «ابو محجن»، المتواري عن الأنظار بعد صدور حكم عليه بتهمة اغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الشيخ نزار الحلبي في بيروت. ومعظم عناصر هذا التيار من الفلسطينيين، إلى نفر قليل من اللبنانيين الصيداويين.
وما يعزز خبر إمكان مرور نجل بن لادن بمخيم عين الحلوة؛ هو ما كان يدور سابقاً، عن أن «ابو مصعب الزرقاوي» كانت له محطة في عين الحلوة، وأن حادث تفجير سيارة «ابو محمد المصري» بيّن أنه كان من تنظيم «القاعدة».
وأقيمت في عين الحلوة، وفي مدينة صيدا، بعض مجالس «التبريكات» لعدد من الفلسطينيين الذين قضوا في العراق أثناء مشاركتهم في معارك وهجومات سمّيت على «تنظيم القاعدة»، وقد دفنوا هناك ولم تستقدم جثثهم أو رفاتهم. ورفعت العديد من اللافتات التي حملت أسماء «الشهداء» في العراق: نضال مصطفى، شقيق أبو عبيدة المسؤول البارز في عصبة الانصار؛ وحسن سليمان، نجل جمال سليمان مسؤول «أنصار الله»؛ ومحمد الهيتي، ومحمد البورشلي، وأيمن الصانع (الذي أوصى بشقته لشقيقه والحلى لخطيبته)؛ والشقيقان محمد واحمد مبارك؛ وفرج عبد الله وأبو محمود المجذوب. وتدل هذه الاسماء على انتماءات أصحابها إلى هذه المجموعات «السلفية» المتنوعة في «عين الحلوة» بين «عصبة الأنصار» و«جند الشام» و«أنصار الله» (التي أسسها جمال سليمان مطلع الثمانينيات على أثر معارك داخلية في حركة «فتح»)؛ فيما لم يكن لها عنوان آخر في «معاركها» في العراق، غير تنظيم القاعدة.
ولم تفلح الاتصالات في ثني بعض المراجع المعنية في عين الحلوة عن قرار التزام الصمت «الاعلامي» حيال كل ما يدور أو يحاك، أو يشار إليه بأصابع الاتهامات إلى هذه المجموعات.