نقل محامي عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار رسالة صادرة عنه بعد زيارته يوم الأربعاء الفائت، وجاء في الرسالة:«تحية الوطن الغالي والانتماء إليه وبعد،
علمت مؤخراً أن السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان أطلق حملة تطاول على الأسرى وعليَّ شخصياً وتم الترويج لهذه الحملة أولاً عبر أوساط بعض الأحزاب الميليشياوية اللبنانية، ثم توّجها هذا السفير خلال اللقاء الحواري مع أعضاء غرفة التجارة الأميركية العربية في بيروت الأسبوع الماضي، حين تحدث عن شروط حياة جيدة يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، متناسياً أن كل إنجاز في شروط الحياة حققه الأسرى كلفنا أياماً طويلة من الإضرابات عن الطعام على مدار العقود الماضية وعشرات الشهداء الذين سقطوا في تلك الإضرابات.
وما استوقفني أيضاً هو ترويج هذا السفير وزبانيته في لبنان الأكاذيب الرخيصة التي لا تستحق حتى مجرد الرد عليها وتصل وقاحة هذا التافه وتلاميذه المطيعين بأن يحملوني مسؤولية تدمير لبنان في الوقت الذي تم استدراج هذا العدوان عبر أدوات أميركا وإسرائيل في لبنان منذ صدور القرار 1559 وتم ضبط إيقاعه من قبل الإدارة الأميركية مباشرة...
وأقول لسفير دولة الإرهاب، سفير الشيطان الأكبر، إنك سيد على الصغار أمثالك، الذين يرددون تعليماتك ويحرصون على تنفيذها، لكن لأنهم صغار فإن مصيرهم الفشل. أما نحن فلنا رب واحد في السماء وسيد واحد على الأرض قائدنا حسن نصر الله الذي نردد معه دائماً «هيهات منا الذلة». لذا فإن النصر حليفنا دوماً والهزيمة والعار لك وللخيول الخشبية المفككة التي تراهن عليها وشعارنا دائماً «نحن مع لبنان لذا حتماً نحن ضد الأمريكان».
ولقد استوقفني أيضاً خطاب «أبو زيد هذا العصر» سمير جعجع، وطالما استحضر هو بعض رموز الحرب الأهلية فإنني أذكره بصموده في دير القمر عام 1983 وعدم تخليه عن مقاتليه المحاصرين هناك، وتنذكر وما تنعاد...
وسمعت مقارنته بين عين الرمانة وبين قلاع الصمود والانتصار في مارون الراس وعيتا الشعب وبنت جبيل، مقارنة تشبه مقارنة باريس عام 1940 مع ستالينغراد عامي 1941ــ1942. ونذكره بأن عين الرمانة ارتبطت بتشريع أبوابها للصهاينة عام 1982 من أجل حصار بيروت المقاومة وقتل أبنائها. عين الرمانة ارتبطت بـ «بوسطة» الأبرياء الذين تم قتلهم بدم بارد ودون ذنب، وبحواجز ذبح النساء والأطفال على الهوية. بينما مارون الراس وعيتا الشعب وبنت جبيل والخيام وباقي الثغور الجنوبية ارتبطت بالمجد والعزة والبطولة والكبرياء والانتصار. كما أود إحالة صاحب تلك المقارنة إلى ما كتبه صديقه الحميم «إليعازر تصفرير» الملقب بـ «غايزي» مسؤول بعثة الموساد في لبنان أعوام 1983ــ1984 في كتابه الصادر حديثاً بعنوان «المتاهة»، وما نستخلصه مما ورد في الكتاب أن سمير جعجع كان مجرد منفذ أوامر غايزي في ذلك الوقت، ويبدو أنه مصر على البقاء اليوم منفذاً لأوامر ورثة غايزي وحلفائه في الولايات المتحدة الأميركية.
ختاماً، لي أيضاً في هذه المناسبة أن أتوجه بتحية حارة إلى كل الذين يقفون إلى جانب قضية الأسرى والمعتقلين اللبنانيين وحقهم بالحرية. وأخص بالتحية الأمير طلال أرسلان على مشاعره الصادقة تجاه قضيتي وتجاه المقاومة، التي عبر عنها في أكثر من مناسبة، ومن خلاله أوجه التحية إلى كل الذين يسيرون على هذا الخط من أبناء الموحدين الدروز».