شتورا ــ نيبال الحايك
بدأ مزارعون في البقاع عملية قطع أشجار بساتينهم المثمرة تمهيداً لتحويلها إلى «حطب» للتدفئة جراء الارتفاع الكبير في أسعار مادة المازوت التي تُعَدُّ مادة استراتيجية يعتمد عليها أهل الجبال للتدفئة في فصل الشتاء والعواصف والثلوج.
ويقول مزارعون في البقاع الأوسط إنهم اضطروا إلى قطع أشجار بساتينهم جراء ارتفاع سعر صفيحة المازوت إلى 17 ألف ليرة، وهذا يشكل أعباء إضافية لا قدرة لهم على تحملها. وأشاروا إلى أنهم بحاجة إلى ما لا يقل على ألفي دولار أميركي لفصل الشتاء كبدل تدفئة، وهو ما دفعهم إلى الاستغناء عن مادة المازوت وقطع أشجارهم كمخرج لا بد منهوإزاء هذا الارتفاع الكبير في أسعار المازوت، نشطت «بورصة» بيعه في السوق السوداء حيث عاد المازوت المهرب إلى لعب دوره في الحد من ارتفاع الأسعار الرسمية، إذ وجد المهربون في ارتفاع الأسعار فرصة سانحة لهم لتحقيق بعض الأرباح. فسعر صفيحة المازوت المهرب في المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا لا يتجاوز مبلغ الـ12 ألف ليرة إلى المنزل، و13ألف ليرة في المناطق الأبعد عن الحدود.
وقال صاحب محطة محروقات في منطقة شتورا إن المواطنين لم يقدموا بعد على شراء مادة المازوت للتدفئة و«هناك أخبار عن أن سعر التنكة سيصل إلى 7 آلاف ليرة، والناس متعلقون بهذه الأخبار، وإن إيران سترسل كميات من المازوت يوزع على الأهالي».
هذا المد والجزر في أسعار المازوت وما سرى من شائعات، أدخل البقاعيين في أتون «أزمة» التدفئة، فكانت «المناشير» الفاعلة والعاملة في الكروم خير وسيلة لمؤونة «الشتاء».
ويقول المزارع أبو محمود من قب الياس إنه اضطر إلى قطع جزء من بستانه في سهل البلدة و«البستان لم يعد ينفع لشيء، والأفضل أن نقطع الأشجار للتدفئة».
وفي مقابل قيام مزارعين بقطع أشجار بساتينهم، نشطت أيضاً تجارة «الحطب» للتدفئة. وتتراوح الأسعار بين منطقة وأخرى، من حيث بعد مسافة النقل. وحدّد تجار لائحة أسعار حطب التدفئة على النحو الآتي: طنّ حطب شجر السنديان: 175$، وحطب التفاح 75 $، وحطب الإجاص 90$، وحمولة بيك ــ أب من حطب الدراق 133$، أمّا حمولة جرار زراعي فسعرها 233$. وأوضح هؤلاء أنّ المواطن في البقاع بحاجة للتدفئة في موسم الشتاء إلى طنّين اثنين من السنديان، وأربعة أطنان من التفاح، وخمسة من الدراق، وأربعة أطنان من الإجاص.