فاتن الحاج
تطلّ مكتبة رياض نصّار في الجامعة اللبنانية ــ الأميركية على مكتبات العالم عبر «Z-Portel»، وهو نظام تكاد المكتبة تنفرد به في لبنان، لأنه يتيح للمستخدِم الوصول، من خلال بحث واحد، إلى محتويات وقواعد بيانات مكتبات عدة، منها مكتبة الكونغرس الأميركي. لكن الـ«Z-Portel» ليس الخدمة الاستثنائية الوحيدة. فالمكتبة، كما تقول رئيسة مركز الموارد التعليمية في الجامعة عايدة نعمان، تسعى إلى توفير أي كتاب يطلب منها من أي مكان في لبنان والعالم، «والخدمة لا تشمل الطلاب والباحثين في الدراسات العليا فحسب بل تطاول الجميع».
تحتضن إحدى عشرة طبقةً مجموعات المكتبة، وتتيح «الرفوف المفتوحة» «الاستعمال الذاتي» للكتب وسهولة الانتقال إلى المساحات المخصصة للقراءة والبحث والمتصلة بشبكة المعلومات. ويستطيع الطلاب، في هذا الإطار، إحضار «الكومبيوتر المحمول»، واستخدامه في أي نقطة في أرض المكتبة، بالإضافة إلى 65 جهازاً ثابتاً وُضعت في خدمة الزائرين.
ويتوزع 349 ألف كتاب على مكتبتي بيروت (224 ألفاً) وجبيل (125 ألفاً) اللتين تعدّان، بحسب نعمان، مكتبة واحدة. «فالكتاب الذي يحتاج إليه الطالب من بيبلوس يطلبه من بيروت ويكون في متناوله خلال 24 ساعة». وإضافة إلى الكتب، هناك الدوريات والأفلام و «DVDs» و «CDs»و «videos»و «audios»، ومصادر المعلومات الإلكترونية.
وانطلاقاً من هدف المكتبة المتمثّل بتلبية حاجات المنهج الأكاديمي والأبحاث، تم تخصيص مجموعات من الكتب والوثائق تتناول شؤون المرأة العربية لتخدم أبحاث معهد الدراسات النسائية في العالم العربي ومقررات تدرّس في الجامعة حول أوضاع المرأة العربية. كما يشكل 11500 كتاب نواة مكتبة للأطفال تهدف إلى تعليم أدب الأطفال للمتخصصين في التربية. وتلفت نعمان في هذا الصدد إلى «أنّها المكتبة الأقدم في لبنان حيث تحتوي على مراجع تعود إلى السبعينيات وهي مخصصة للأبحاث حول السنوات الأولى من عمر الطفل». ويستفيد من كتب الأطفال الأولاد في محيط الجامعة وأبناء الأساتذة والموظفين. من جهة ثانية، تزوّد المكتبة طلاب التربية بكتب ترشدهم إلى التعليم كجزء من عملهم التطبيقي في المدارس. أما المجموعة الجديدة التي ما زالت في طور «البناء» فتتركز على العمارة والفن الإسلامي كمقرّر يدرّس في الجامعة. وقد دُعِّمت المجموعة بالتطريز العثماني القديم الذي يعود البعض منه إلى أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر.
وتغيب المخطوطات عن المكتبة، الأمر الذي تعزوه نعمان إلى استحداث اختصاص التاريخ هذا العام، من دون أن تستبعد إمكان إحضار مجموعات منها، إذا استدعت الحاجة. ويظهر أنّ الإنكليزية هي لغة الأكثرية الساحقة من الكتب، أما كتب اللغة العربية فخجولة بسبب غياب اختصاص اللغة العربية والأدب العربي، والفرنسية شبه معدومة باستثناء بعض المؤلفات العالمية لكتاب لبنانيين لم تصدر سوى بهذه اللغة.
وفيما تستقطب مكتبة رياض نصار طلاب الإجازة والدراسات العليا والأساتذة والموظفين في الجامعة، تبدو حذرة بسبب الظروف الأمنية، حيال إدخال أشخاص من خارج الجامعة، وإن كان القانون يسمح لهؤلاء بالاستفادة من المحتويات داخل المكتبة. ويزور المكتبة يومياً نحو 1500 مستفيد.
وبالنسبة إلى فريق العمل فيتألف من 20 موظفاً يغطون دواماً كاملاً، 11 دواماً جزئياً و60 طالباً يعملون لتسديد جزء من أقساطهم. إلا أنّ الهدف ليس فقط مساعدة الطلاب مادياً بل إكسابهم تجربة في مجال العمل المنظم والإدارة، على حد تعبير نعمان. ولدى سؤالها عن جهات التمويل وتكاليف التجهيز الذي استمر سنة كاملة، تكتفي بالقول «ملايين الدولارات».
تفتح المكتبة أبوابها للزائرين يومياً من السابعة والنصف صباحاً وحتى التاسعة ليلاً. وفي أوقات الامتحانات تبقى مفتوحة حتى الحادية عشرة ليلاً.
أما الافتتاح الرسمي لمكتبة رياض نصار، فيجري، برعاية رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، الحادية عشرة من صباح الحادي عشر من تشرين الثاني المقبل، في حرم الجامعة في قريطم.