أفاد مصدر عسكري لبناني أمس بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي رفعت سواتر في بلدات جنوبية عدة في جنوب لبنان، وهو ما يشكل انتهاكاً للخط الأزرق. وقال المصدر إن الجيش الإسرائيلي مدّ أسلاكاً شائكة داخل الأراضي اللبنانية في بلدات مروحين وتلة الحمامص وكفركلا ومركبا. ولاحظ قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان الجنرال ألان بيلّيغريني أن الإسرائيليين «يأخذون مبادرات هي انتهاكات» للخط الأزرق.وأضاف أمام الصحافيين في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة: «ما داموا هنا (في الجنوب) فهم لا يحترمون بالضرورة وقف الأعمال الحربية».
وكانت المنظمة الدولية قد طلبت الأسبوع الفائت من إسرائيل إزالة سياج شائك أقامته في بلدة كفركلا في القطاع الأوسط من المنطقة الحدودية. وأكد بيليغريني أن «دبابات لوكلير الفرنسية ستُسيِّر دوريات على طول الخط الأزرق». ولفت إلى «انتهاكات شبه يومية للأجواء اللبنانية»، وخصوصاً بواسطة طائرات إسرائيلية من دون طيار. لكنه رأى أن الانسحاب الإسرائيلي يسلك «منحى جيداً»، معرباً عن أمله في «انسحاب نهائي قبل نهاية شهر أيلول».
وكان لافتاً أمس وجود جيب عسكري فرنسي في منطقة الشويفات فيه ثلاثة عسكريين فرنسيين بعتادهم وأسلحتهم الحربية وبدون مواكبة من الجيش اللبناني أو الأمن الداخلي أو الشرطة العسكرية التابعة للأمم المتحدة. ولم يحمل الجيب أي إشارة للأمم المتحدة، وكانت نمرته العسكرية الفرنسية بارزة.
وفي الجنوب سيرت الكتيبة الإسبانية العاملة في اليونيفيل دوريات مؤللة في مناطق انتشارها التي تشمل حالياً بلدات: الطيبة، القنطرة، عدشيت ــ القصير والشومرية. وجابت سيارات «هامر» طرقات البلدات المذكورة، في وقت أقامت فيه قوة إسبانية حاجزاً في المنطقة الواقعة بين بلدتي القنطرة وعدشيت، عملت على تفتيش سيارات المارة.
وفي الصين، أكد رئيس الوزراء وين جيا باو أمس أن بلاده ستزيد حجم مساهمتها في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان إلى ألف جندي، وهو الأمر الذي سيزيد من وجود الصين في الشرق الأوسط ويعزز علاقاتها مع أوروبا. وكان وين قد ناقش في الآونة الأخيرة مشاركة بلاده في قوات الأمم المتحدة في لبنان مع زعماء أوروبيين خلال اجتماع في هلسنكي. لكن الصين لم تكن قد حددت أي أعداد حتى الآن. وقال وين في مؤتمر صحافي مشترك في بكين مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي: «الصين قررت زيادة عدد قواتها لحفظ السلام في لبنان إلى ألف».
وعلى صعيد المشاركة الروسية في تعمير البنى التحتية، توقع رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور اوزيروف أن يوافق المجلس في اجتماعه المقبل الذي سيعقد في 25 أيلول الحالي على إرسال عسكريين روس إلى لبنان. ونقلت وكالة نوفوستي عن اوزيروف قوله إن خبراء وزارة الدفاع الروسية عادوا إلى روسيا بعد أن قاموا بجولة تفقدية في لبنان. وأضاف أن الخبراء سيقدمون قريباً تقريراً عن نتائج جولتهم ومباحثاتهم مع المسؤولين اللبنانيين. ويذكر أن مسألة إرسال عسكريين روس إلى الخارج تقع ضمن صلاحيات مجلس الاتحاد الروسي.
من جهة ثانية، أكد الجيش الإندونيسي أمس عزمه على شراء 32 دبابة فرنسية لنقل قواته التي ستنتشر قريباً في لبنان، رغم الانتقادات التي وجهت أخيراً لهذه الصفقة في البرلمان الإندونيسي. وقال المتحدث باسم الجيش الإندونيسي الكولونيل أحمد يني باسوكي إن «المفاوضات (لشراء الدبابات) تتقدم وليس هناك أي تغيير في البرنامج». وأضاف أن الأمين العام لوزارة الدفاع الإندونيسية شفري شمس الدين موجود حالياً في فرنسا لإنهاء صفقة شراء الدبابات. وأثارت هذه الصفقة انتقادات في البرلمان بجاكرتا حيث ندد نواب بإتمامها من دون استدراج عروض. ومن المقرر أن ينتشر الجنود الإندونيسيون في جنوب لبنان مع قوة اليونيفيل المعززة نهاية تشرين الأول.
وفي تركيا، قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية التركية فضل عدم ذكر اسمه: «نتوقع أن تذهب القوات التركية العاملة ضمن (اليونيفيل) بحلول نهاية تشرين الأول». ولفت المسؤول إلى أن عدد الجنود وأماكن انتشارهم لا يزالان قيد الدرس. ويفترض أن تتوجه مجموعة من الخبراء العسكريين والديبلوماسيين الأتراك الأسبوع المقبل إلى نيويورك للقاء مسؤولين في الأمم المتحدة والتداول بتفاصيل انتشار القوات التركية، بحسب مصدر ديبلوماسي تركي.

(الأخبار، وطنية، يو بي آي،
أ ف ب، رويترز)