تتواصل أعمال الإغاثة التي تنفّذها أحزاب وجمعيات محلية ودولية. لكن، بدلاً من إغاثة النازحين، ينصبّ الجهد اليوم على إغاثة العائدين. هنا إضاءة على أولويات «حزب الله» والصليب الأحمر اللبناني والدولي في هذا المجال.
ويشير إلى أنّ «عمليات الانتشال مستمرة لوجود جثث ما زالت تحت الركام لا يمكن إحصاؤها قبل أن ينتهي أهالي القرى المدمّرة الذين يملكون جرافات من انتشال ما تبقّى». ويلخّص مكّي نشاط الصليب الأحمر اللبناني حالياً بـ«العودة الى أعمالنا المعتادة. أمّا شغلنا على صعيد الإسعافات الاولية فقد انتهى».
في الضيع والبلدات الواقعة في المنطقة التي كانت «محظورة» على عملهم الانساني والإنقاذي، اي في تبنين ورميش وعيطرون وعيناتا والطيرة والطيبة وبيت ياحون، يتركّز العمل الإغاثي للصليب الأحمر اللبناني في مجال التموين. فيواكب قوافل اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي توزّع المياه والمازوت للمساعدة في إعادة التيار الكهربائي وتوفير الغذاء والأدوية، ولاسيما للجرحى والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
في تقريرها الأخير بتاريخ 15 آب، أوردت اللجنة الدولية أنها زوّدت الفرن الوحيد الذي لا يزال يعمل في مدينة صور، 15 طناً من الطحين نُقلت بشاحنة من صيدا، بالإضافة إلى 35 طناً مخصصة لعمليات توزيع أخرى. كما عملت اللجنة الدولية مع أخصائيين محليين على إعادة التيار الكهربائي إلى مدينة صور من خلال إصلاح محطة التوليد التي أصابها صاروخ.
عدد العاملين في اللجنة الدولية «يراوح بين 17 و20 موظفاً حالياً، وقد يصل في الايام المقبلة إلى 70 عاملاً»، كما يقول رولان أوغونان، رئيس البعثة في منطقة صور.
ويضيف أنّ الأعمال الحيوية التي أُنجزت هي «تموين المستشفيات الاربعة في مدينة صور بكميات المازوت الكافية لتشغيل مولّداتها، وإصلاح مضخّة الماء المركزية لبلدة رميش الواقعة في وادٍ عميق، والتي دمّرتها الطائرات الاسرائيلية تدميراً كلياً». تشغيل مضخّات الماء والمولّدات من المهمات الأساسية التي ترتكز عليها أعمال اللجنة الدولية في ظل عودة الاهالي، يليها توزيع الوحدات الغذائية «على الصامدين والعائدين في كل حي وشارع في مدينة صور. وفي الوقت نفسه، تجول قوافل المساعدات الغذائية والطبية على قرى الخط الساحلي من الناقورة حتى رميش، يقول اوغونان. امّا الاولويات التي تضعها اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مقدم اهتماماتها، فيلخّصها رولان اوغونان بـ«إعادة ترميم وتأهيل سريعة لمستشفيات المنطقة التي تهدّم معظمها وخصوصاً في منطقتي بنت جبيل وتبنين»، ويشدّد على ضرورة الإسراع في نزع أنواع الالغام كلها.
أمّا روزنامة «حزب الله»، فتلخّصت بكلمة 24 ساعة أنجزت خلالها مؤسسات الحزب «تعبئة الاستمارات المتعلقة بالأبنية المهدّمة كلياً وجزئياً في الضاحية، وعددها 400 وحدة سكنية»، كما يقول الحاج غسان درويش، مسؤول «حزب الله» في منطقة بيروت. ويضيف: «ننفّذ العمل نفسه في مختلف البلدات في الجنوب عبر البلديات والأهالي. وبعد 36 ساعة، يستطيع من تهدّم بيته كلياً أن يتقدم للحصول على مبلغ 12 الف دولار لاستئجار بيت وشراء الأثاث الضروري. أما الذين تهدّمت بيوتهم جزئياً، فتهتمّ بهم لجان لتخمين الأضرار بغية دفع ما يترتب للترميم».
ويؤكّد الحاج غسان حرص حزب الله على الأمن الاجتماعي، إذ يعمل «بسرعة قصوى وفاعلية على رفع الأنقاض من الشوارع والطرقات في الضاحية والجنوب، على أن تتولّى لجنة من مهندسي الحزب والمهندسين العرب رفع أنقاض البنايات ومعاينة اساسات المباني التي ما زالت واقفة للتأكد من سلامتها».
امّا في ما يتعلّق بالقنابل العنقودية التي خلّفها الجيش الاسرائيلي، «فالتحذيرات التي يطلقها الحزب والنداءات لعدم مساس أي جسم غريب تُتابع، وقد سُيّجت كل المناطق التي زرعت فيها تلك الألغام».