عبدو سعد ٭
اظهرت نتائج الاستطلاع في ما يخص السؤال الأول ان طعم النصر عند أكثرية اللبنانيين من مختلف الطوائف كان أقوى من رائحة الموت وهول الدمار الذي احدثته الآلة العسكرية الإسرائيلية، ويعود ذلك الشعور بتقديرنا إلى أداء المقاومة العسكري على ساحة المعركة وإلى تأييد وتفاعل الشارعين العربي والإسلامي لتصدي المقاومة للعدوان الإسرائيلي بالإضافة إلى إعتراف قوى سياسية ووسائل إعلامية إسرائيلية بالأداء الهزيل للجيش الإسرائيلي على أرض المعركة. وهذا الشعور بالإنتصار إنسحب على السؤال المتعلق بوجوب مساندة المقاومة للجيش اللبناني والذي إستقطب نسبة تأييد عالية جداً بلغت نحو 78 % و مرد ذلك إلى جانب الأداء الرفيع للمقاومة و الشجاع باعتراف الاحتلال نفسه، الموقف السياسي لقيادة المقاومة الذي كان حريصا على وحدة الموقف الشعبي والحكومي و تجلّى خصوصا بالموافقة على النقاط السبع وبنشر الجيش اللبناني على كامل الحدود الجنوبية للبنان.
حظِي السؤل الثالث بأعلى نسبة توافق بين اللبنانيين (85%) على أن الحرب الإسرائيلية على لبنان كان نتيجة خطة مسبقة بمعزل عن عملية اسر الجنديين الإسرائيليين التي نفذها حزب الله، وهذا الأمر لا يحتاج إلى جهد كبير لتبيانه، إذ أن وسائل الإعلام الأميركية والعالمية تولت الكشف عن هذه الخطة ولم يتم نفيها من أي من الطرفين الاميركي او الاسرائيلي.
وبالنسبة للسؤل الرابع يبدو ان اكثرية اللبنانيين لا ثقة لهم بالدور الذي يمكن ان تلعبه القوات الدولية على الاراضي اللبنانية كقوة رادعة لاي اعتداء اسرائيلي على لبنان، إذ رأى ما نسبته 65% بأن هذه القوات لن تقوم بأي محاولة ردع لاي اعتداء في حال وقوعه. ويعود ذلك برأينا إلى التجربة التي عاشها لبنان منذ العام 1978وماشهده من إعتداءات إسرائيلية متكررة عليه دون أن تقوم هذه القوات بالمهام المنوطة بها عسكرياً أو سياسياً عبر تحريك مجلس الأمن.
تظهر إجابات المستطلعين على السؤال الخامس أن الغالبية العظمى من اللبنانيين ومن كل الطوائف لا تعتقد بإمكانية قيام سلام مع إسرائيل، والأسباب هنا معروفة، وقد سبق لقسم كبير من الطائفة السنية وقسم أكبر من الطائفة الشيعية أبدوا تأييدا كبيراَ لحركة حماس بعدم الاعتراف باسرائيل نظراً لطبيعتها العدوانية (انظر استطلاع مركز بيروت للابحاث والمعلومات الذي نشر في صحيفة الحياة بتاريخ 3/4/2006 ).
ومن الملاحظ ايضا” ان اغلب الذين أجابوا بـ”نعم “ على السؤالين الأول والثاني، هم الذين إعتقدوا بعدم إمكان قيام سلام مع إسرائيل.
الجدير ذكره هنا وجود تفاوت بين الإناث والذكور حيث أظهر الاستطلاع أن الإناث أقل
إيجابية من الذكور تجاه المقاومة، فقد اعتقد ما نسبته 78%من الذكور ان المقاومة انتصرت مقابل 66% فقط من الإناث،. فيما أيّد نحو 81% من الذكور وجوب مساندة المقاومة للجيش اللبناني مقابل 76% من الإناث. كما أن 54% من الإناث أجبن بكلا فيما خص قدرة القوات الدولية على ردع أي اعتداء إسرائيلي مقابل 73% للذكور.
وقد بين الاستطلاع أيضا أن نحو 30% من الإناث يعتقدن بإمكانية قيام سلام مع إسرائيل بينما أيد ذلك نحو 20% من الذكور. ويعود هذا التفاوت على ما يبدو إلى المخاطر الكبيرة المترتبة على العمليات القتالية وما تثيره من مخاوف خصوصا لدى النساء
نشير أخيراً إلى أنّ الاستطلاع اظهر أن الفئة العمرية الشابة كانت أكثر حماسة وتحسساً بالانتصار مقارنة مع الفئات العمرية الاخرى عند الرجال.
* مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات