شعارات ظهرت على جدران بيروت موقعة باسم «المجلس الوطني لثورة الأرز»غسان سعود

بالأمس كان اللبنانيون يجمعون حزنهم ويكدّسونه أمام مشاهد مئات القتلى. وكانت الطائرات الإسرائيلية تمعن في انتهاك السيادة الجوية والبحرية والبرية المفترضة للدولة اللبنانية. لكن، في موازاة مقاومة لبنانيين كثر للعدوان واحتضانهم النازحين وتكريسهم للحرية والسيادة والاستقلال، غاب عن المشهد «شباب ساحة الشهداء» الذين سبق لهم أن رفعوا تحديداً شعارات الحرية والسيادة والاستقلاللكنّ «ثورة الأرز» عادت. عادت للظهور بشعارات حملت توقيع «المجلس الوطني لثورة الأرز». ومن هذه الشعارات: «هذه الحرب ليست حربنا» و«خلصنا بقا». وبالتزامن مع ذلك، وزعت بيانات في بعض المناطق حملت توقيع حركة «لبناننا» ونشرت على موقع الحركة الإلكتروني، جاء فيها: «تحمّلنا ما تحملناه من ثقل الدفاع عن قضايا لا تعنينا، فلن نشهد على الزور بعد الآن، ولا يطلبنّ أحد منّا دعم عملياته للحفاظ على «وحدة الصف»، بعد أن يكون قد وضعنا تحت أحكام الأمر الواقع. (...) لن ندفع ضرائب باهظة بعد اليوم لإعادة ما تهدم، فليعوّض حزب الله، من خلال المساعدات الإيرانية والسورية التي تقدم له، على المؤسسات السياحية المتضررة، وليتكبد أثمان إعادة الترميم».
وفي السياق نفسه، أرسل بعض الناشطين السياسيين رسائل هاتفية في عز الحرب تدعو اللبنانيين إلى رفض بقاء قرار الحرب والسلم في يد حزب الله، والانتفاض على هذا الواقع.
ورأى بيان لتجمع مقاتلي القوات اللبنانية السابقين في بلاد الاغتراب أن «ثمة سعياً باطنياً لإقامة جمهورية إسلامية في لبنان تخضع لولاية الفقيه. وفي هذا السياق، حوّل حزب الله الجنوب إلى معسكر لجهاده بحفر الخنادق وبناء التحصينات وقيامه بمواجهات برية وقصفه بالكاتيوشا مدناً وقرى إسرائيلية».
حصل هذا كلّه في ظل جمود مخيف وفراغ عمّ ساحة الشهداء، رغم وهم لبنانيين كثر أن الساحة السيادية وسكانها المفترضين ستكون دوماً جاهزة للدفاع عن حرية اللبنانيين وسيادتهم.
وبدا طوال شهر الحرب والأيام التي تلتها، أنّ حرية وسيادة واستقلال أنصار «ثورة الأرز» لا تتعدّى الاستنفار العنصري ضد البائع والكاتب والعسكري والإنسان السوري، وأن حرية الوطن وسيادته لا تستحقّان نزول أنصار ثورة الأرز إلى الشارع بعفوية للمطالبة بالحفاظ عليهم من الفتك الإسرائيلي. وتبين من خلال العشب الذي نبت في مخيّم «فِل» الإترنيتي، الفريد من نوعه في تاريخ الاحتجاجات العالمية من حيث المخملية، أن الحرب هي حقاً ليست حرب البعض، وأن ثمة من يدعو إلى التسليم بالعدوان والرضوخ على أمل الخلاص. «ثمة» و«بعض» مجرد قناعين للمجلس الوطني لثورة الأرز، الذي يعرف اللبنانيون أسماء القياديين «الوطنيين والسياديين» الذين يضمهم.