طوت صفحة الخلافات الشخصيّة والمهنيّة، وعادت إلى الساحة بزخم... الفنانة السورية التي فكّرت قبل مدّة في الاعتزال، ترفض اليوم تقديم التنازلات «مهما كان الثمن». أما جديدها، فأغنية عن «صحراء الشرق» وسلسلة من الحفلات
فاطمة داوود
بعد غياب عن الساحة الغنائية، عادت رويدا عطية بزخم: ديو مشترك مع عاصي الحلاني، وأغنية منفردة بعنوان «حياتي ملكي»، وتوقيع عقد مع إدارة أعمال جديدة، تعدُها بالكثير من الحفلات الغنائية... فهل قصدت زيادة النشاط الفني للتعويض عمّا فات؟ تجيب: «ابتعدتُ قصداً لا قسراً لأنني لا أجيد الغناء في ظلّ المشاحنات والمشاكل الفنية والشخصية المحيطة بي. اليوم، حللتُ جميع الأزمات، وفتحتُ صفحةً جديدة لترسيخ حضوري على الساحة الفنية. وأول الغيث تقديم الـ»دويتو» البدوي «صحراء الشرق» مع عاصي الحلاني، في أول ظهور لي على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال». وماذا تقول عن هذه الخطوة؟ «هناك تكافؤ فني بيننا. أملكُ ألبومين كاملين ولدي خمس أغنيات وأغنية مشتركة مع وديع الصافي «هيدا لبنان». كلّ ذلك يعارض فكرة استغلالي لاسم الحلاني كي أحقق جماهيرية، كما قال بعضهم. وعاصي يدركُ جيداً أن الصافي مدرسة فنية كبيرة. وقد تمّ الاتفاق على العمل منذ سبعة أشهر تقريباً، لكن تعذر تنفيذه بسبب السفر المتواصل. ولم يكن هو العمل نفسه الذي كان من المقرر أن يقدمه مع الفنانة أصالة كما كتب بعض الصحافيين». لكن ألا ترى في إطلاق عملين (أغنيتها الجديدة «حياتي ملكي»، و«الدويتو» مع عاصي الحلاني) دفعةً واحدة مجازفة قد تعرّضها للخسارة؟ تجيب بثقة: «لكل من العملين أسلوبه المختلف. والجمهور يتقبل سماع أكثر من أغنية، كما لو أنني قدمتُ ألبوماً».
وترفضُ رويدا اعتبار الـ«دويتو» الذي قدّمته مع الفنان وديع الصافي فاشلاً، «على العكس، أخذ حقّه كاملاً. ربما ليس في كل الدول العربية لكونه عملاً وطنياً كتب خصيصاً للبنان، بعد عداون تموز. وقد لمستُ محبّة الجمهور لهذه الأغنية عن كثب». على رغم توجيه الانتقادات للفنانات السوريات من جانب نقيب الفنانين صباح عبيد، بعدم رفع راية لهجتهنّ الأم، برَّأت رويدا نفسها من التهمة: «لست مسؤولة عن تصرّفات غيري. أنا قدّمتُ الأغنية السورية، وخصوصاً التراثية بعمل «عَ الماني». وفي كل ألبوم، حرصتُ على تضمين أغنية أو اثنتين باللهجة السورية، ما يثبت أنني لم أتنكّر لجنسيتي. وقد أتهمّ بالتقصير لعدم الغناء بالخليجية والتونسية والمغربية أي اللهجات الأخرى كي أحقق انتشاراً أوسع».
رويدا التي شُبّهت بصباح ونجوى كرم، كشفت أن علاقتها بالملحن عماد شمس الدين ـــــ الذي تبنّى موهبتها أولاً ـــــ جيدة، من دون أن يكون بينهما أي تعاون فني حالي لأنها منحازة أكثر للملحن جورج ماردورسيان الذي خصّها بأعمال ناجحة. كما تنفي أن يكون شمس الدين قد ورّطها بقضية التشابه مع نجوى كرم «عندما غنيّت «تعبت معاك»، شكّلنا نقلة نوعية بالأسلوب الغنائي. أرفض ما قيل إنه أعطاني لوناً غنائياً خاصّاً بفنانة أخرى، فالملحن هو صاحب الحقّ بتمييز الفنانة عن غيرها لا العكس. أقدّر جيداً مقارنتي بفنانتين كبيرتين لكن أفضّل بناء شخصية مستقلة تماماً. وأنا في برنامج «سوبر ستار» قدّمت أغنيات لأم كلثوم ووردة».
وتؤكّد عطية أن تعثّرها المستمر في الانضمام إلى شركات الإنتاج لم يكن بسبب شروطها التعجيزية بل نتيجة الاستراتيجية الفنية الخاطئة لكل شركة تعاملت معها: «لا أطالب بأكثر من حقوقي الطبيعية كفنانة، مثل تصوير الفيديو كليبات والتسويق الجيّد. وللأسف بعضهم لا يمتلك الخبرة الكافية. اليوم، وقّعت عقداً مع «العانود برودكشن» للإنتاج وإدارة الأعمال، لكنني لا أنسج أحلاماً خيالية كي لا تصدمني النتائج، مع أن التعاون اليوم يبشّر بالخير». وما صحة اتخاذها قرار الاعتزال قبل فترة محدودة؟ «لم أحسم الأمر بشكل نهائي، بل ابتعدت عن الساحة الغنائية لأنني خسرت الكثير في حياتي الخاصّة وراحتي الشخصية من أجل الفن، وحين هدأت الظروف عدتُ بحماسة أكبر».
وسرّ ابتعاد المغنية السورية عن الفن ليس خافياً على أحد، فقد سببّت دعوى الطلاق التي رفعتها ضد زوجها حسام سلسلة مشاكل كبيرة حرمتها فرصة التركيز على الغناء: « انتهت الخلافات. وانتزعتُ حكماً بالطلاق شرعاً، على رغم كلّ التحديات. وأؤكّد لكِ أنني كنت سأنفصل عن حسام، حتى لو لم أكن فنانة، لأن النزاعات بيننا كانت شخصية جداً».
وعلى أبواب انتهاء النسخة الخامسة من برنامج «سوبر ستار» الذي تخرّجت منه، تقوّم رويدا هذه التجربة، بالقول: «صراحةً، الدورة الأولى كانت الأفضل. أنا منحازة إليها لأنني كنت جزءاً منها، وأعترف بأن المشتركين في الدورة الثانية تمتّعوا بأصوات قوية جداً، لكن للأسف لم يبرز أحدٌ منهم حتى الآن». يبقى أن رويدا مشغولة بالتحضيرات لألبوم جديد، وتستعدّ لجولة غنائية تبدأ من سوريا وتشمل دولاً عربية عدة. وتختتم حديثها بالقول: «لن أقدّم تنازلات. أنا أملك الموهبة الجيدة، ولا أحتاج معها إلى البحث عن الإغراء، ولن أفعل ذلك مهما كان الثمن».