strong>محسن جابر فاز بهيفا وهبي، ونصر محروس احتفظ بتامر حسني... على رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبّدها سوق الكاسيت، تحاول شركات الإنتاج الفني الصمود حتى الرمق الأخير. ورسالتها إلى نجومها: تعلّموا من زملائكم، «روتانا» لم تعد جنّة الغناء العربي!
«دوام الحال من المُحال»... تختصر هذه المقولة حال شركات الإنتاج الموسيقي الصغيرة التي تمضي قدماً في سوق الكاسيت، على رغم ما يتردّد كلّ فترة عن اتجاه معظمها إلى الإفلاس وترك الساحة خالية لـ«روتانا». لكن مهلاً، الشركات الصغيرة أو المنافسة لـ«روتانا» تأبى الرضوخ للأمر الواقع، وهي تحاول بشتى الطرق أن تبقى في الواجهة حتى الرمق الأخير.
نبدأ من الشائعات التي ترددت أخيراً عن اتجاه شركتي «عالم الفن» و«ميراج» إلى الإفلاس، وهو ما نشرته بعض الصحف المصرية، اعتماداً على خروج «ميراج» تماماً من ساحة الإنتاج الغنائي بسبب مشاكلها مع مطربين عديدين، أبرزهم لؤي. أما مع «عالم الفن»، فانطلق بعضهم من شكوى محسن جابر المستمرة من القراصنة، وتأجيل ألبوم سميرة سعيد أكثر من مرة، للتأكيد أن «عالم الفن» لم تعد قادرة على تجديد عقودها مع إيهاب توفيق ومدحت صالح وهشام عباس وغيرهم من النجوم الذين رفضوا احتكار «روتانا» بشكل أو بآخر.
هذا بالنسبة إلى الشائعات، فماذا عن الواقع؟ في اتصال مع «الأخبار»، أكدت غادة طوسون، مديرة التسويق في شركة «ميراج» أن الشركة المتخصصة منذ سنوات طويلة في توزيع الألبومات الأجنبية، لم تنجح في تواصلها مع النجوم العرب، ليس إلا. وأشارت إلى أن «ميراج» مستمرة في الإنتاج، والدليل أنها تمنع لؤي من الغناء حتى اليوم، بسبب الخلافات القانونية بينهما.
أما «عالم الفن» فردّت بشكل غير مباشر عندما أعلنت عن مفاجأة من العيار الثقيل: توقيع عقد مع هيفا وهبي لإنتاج ألبومها المقبل الذي يضم 12 أغنية وتوزيعه، ولم يُختر اسمه بعد. وبعيداً من حجم المبيعات المتوقع للعمل، فإن المحطتين التابعتين للشركة («مزيكا» و«زووم») تعوّلان كثيراً على العرض الحصري لكليبات هيفا، كما حدث مع كليب «مش قادرة استنى». ذلك أن الحملة التي أثيرت حول إهانة هيفا رموزاً دينية في الكليب، دفعت بـ«زووم» و«مزيكا» إلى عرض الكليب بشكل مكثّف، وصل إلى 12 مرة على كل شاشة يومياً. علماً بأن الشركة تراهن أيضاً على ألبوم سميرة سعيد «أيام حياتي» الذي يصدر قريباً.
كلا، لن نستسلم!
في اتصال مع «الأخبار»، أرجع الفنان تامر حسني سبب إبعاده عن مهرجان «هلا فبراير» إلى رفضه الانضمام إلى «روتانا»، وتمسُّك المنتج نصر محروس به بعدما فقد شيرين عبد الوهاب لصالح الشركة السعودية.
وبينما لم يحدّد عمرو دياب موقفه بعد من تجديد التعاون مع شركة الوليد بن طلال، بدأ الأمل يتسرّب إلى قلوب النجوم، بأن «روتانا» لم تحتكر المشهد كلياً بعد: هناك عمرو دياب وتامر حسني وهيفا وهبي وراغب علامة وسميرة سعيد، وغيرهم ممن يغرّدون خارج سرب الشركة. وما زاد من تفاؤل الشركات الصغيرة أيضاً، أن «روتانا» نفسها فقدت شهية جذب النجوم. فبعد نوال الزغبي وشيرين عبد الوهاب، لم يتعاقد سالم الهندي مع أيّ نجم لبناني أو مصري من الصف الأول. وبينما كان الفنانون الغاضبون من شركاتهم يلوّحون بالانضمام إلى «روتانا» كلما تجدّدت الخلافات بين الطرفين، فقد فقدوا قدرة التهديد اليوم بسبب تراجع نشاط «روتانا» من جهة، وخفوت وهج عدد من نجومها مثل مايا نصري ومي كساب وزيزي من جهة ثانية... ولعلّ ما يحدث مع بهاء سلطان اليوم خير دليل على ذلك. المغني المصري يقبع في منزله منذ خلافاته مع نصر محروس. بينما هذا الأخير يبدو متأكداً من أن «روتانا» لن تسلبه سلطان كما فعلت مع شيرين. أضف إلى ذلك أن تراجع خالد عجاج وعامر منيب وإيهاب توفيق وأنغام ومشكلات عمرو دياب قطع الشكّ باليقين، وأكد للجميع أن «روتانا» ليست جنّة الغناء العربي.
فوبيا «روتانا»
جرت العادة لدى جمهور الكرة المصري الذي لا يشجع نادي الأهلي، إرجاع جميع الأزمات التي تشهدها الأندية الأخرى إلى إدارة النادي الأحمر الشهير. وعلى المنوال نفسه، تتعامل الصحافة المصرية مع «روتانا»: هي دائماً موضع الشك، تهتم بالفن الخليجي على حساب أي فن آخر، وتحتكر السوق لمصلحتها. حتى فنانو القاهرة ركبوا الموجة نفسها، ومن يختلف بينهم مع الشركة يسارع إلى اتهامها بالتآمر على الفن المصري. أما الخارجون عن لوائها، فيرجعون أي أزمة لسياسات «روتانا» وأياديها الخفية. ولعل تصريحات تامر حسني في ما يخص مهرجان «هلا فبراير» خير دليل على ذلك.
وبعدما أطلق المغني المصري النار على الشركة السعودية، اتضّح لاحقاً أن «روتانا» خرجت باكراً من إدارة المهرجان هذا العام، وأن سالم الهندي أو عبد الله الرويشد لا يعرفان شيئاً عن قصة حسني. حتى إن العرض الأول للحفلات سيكون عبر قناة «الراي»، إضافة إلى «روتانا خليجية» لا «روتانا موسيقى». علماً بأن إدارة المهرجان أكدت أنها رفضت شروط تامر حسني المادية المبالغ فيها، لأن الفنان الخليجي أولى بالمعروف. لذا، قد يكون التعامل مع «روتانا» على أنها الشيطان الأكبر مبالغاً فيه، حتى لو لم تكن الشركة بريئة طبعاً مما يحدث على الساحة الفنية.