ثلاثة أيام فقط فصلت بين قيام ثورة «يوليو» ومغادرة الملك فاروق أرض مصر. فيما مرت أسابيع عدة على انتهاء عرض المسلسل، من دون أن ينتهي الحديث عنه. حتى أن بعضهم رأى ذلك انعاكساً لعدم اهتمام الناس بقضايا مصر السياسية المعاصرة، والرغبة في الانغماس في الماضي، واسترجاع عهود بائدة.وعلى مستوى استثمار النجاح الجماهيري للمسلسل، بدأت قناة «النيل للدراما» الأسبوع الماضي عرض الحلقات، ثلاث مرات يومياً، لتكون أول محطة حكومية تستقبل الملك. وذلك، بعدما اتُّهم التلفزيون المصري بتجاهل مشروع المسلسل، ليعطي الفرصة لرأس المال الخليجي لإعادة كتابة تاريخ البلاد درامياً. لكن «النيل للدراما» لم تعد الاستثناء الوحيد، إذ أعلنت OTV المصرية الخاصة عن بدء عرض المسلسل أول شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل (الساعة 21:00). ليس هذا فحسب بل ستخصص القناة فقرة يومية ضمن برنامج «مساؤك سكر زيادة» للحديث عن عهد الملك فاروق ومدى انعكاس الحقائق التاريخية على الشاشة. وهو تقليد غير مسبوق، يشير إلى محاولة المحطة استعادة الجمهور الذي هجرها بعد أسابيع من انطلاقتها. إلا أن وصول المسلسل إلى OTV يتماشى بالتأكيد مع «هوى» نجيب ساويروس، مالك القناة، وهو ينتمي إلى عائلة، تضررت كثيراً من السياسات الاقتصادية لقادة الثورة.
في الوقت عينه، خصصت العديد من البرامج الحوارية مساحات واسعة لمناقشة تداعيات المسلسل، كان آخرها على شاشة «دريم» حينما تناولت منى الشاذلي في «العاشرة مساءً»، تطور الاهتمام بالملك فاروق إلى حد وصف المسلسل بأنه دعوة إلى عودة الملكية. وخلص المشاركون في الحلقة إلى أن مستوى المسلسل الفني وغياب الحوار السياسي المعاصر في الشارع المصري وافتقار معظم المسلسلات الاجتماعية إلى صدقية ما، أدت إلى الاهتمام المتزايد بـ«الملك فاروق». لكن الأمر لا يتعدى كونه مسلسلاً تلفزيونياً، فالتاريخ هنا لا يعيد نفسه، والملك لن يعود. لذا، فوجئ كثيرون بأن مجلة حكومية («روز اليوسف»)، أصدرت عدداً خاصاً للدفاع عن النظام الجمهوري. كأن الأمير أحمد فؤاد، نجل فاروق، يستعد للعودة إلى قصر عابدين لاعتلاء العرش الذي جلس عليه تيم حسن طيلة شهر رمضان.