ثائر غندور
كان مشاهدي LBC أول من أمس على موعد مع وثائقي «الطرف الآخر»... هدف الوثائقي إلى «عرض وجهات نظر طلاب من جامعات لبنان، ومخاوفهم من الآخر». لكن الحلقة لم يأتِ بأي جديد. كانت أشبه بأسطوانة تتكرر، كلّما فتح برنامج بابه لحوار بين شباب لبنان. هكذا أغرق الطلاب المشاهد بسلسلة من «الكليشيهات»، جعلت خطاب السياسيين، يطغي على أي خطاب آخر. ويُمكن القول إن شريط جورج مفرّج صبّ – من دون علمه ربما - في خانة بروباغندا النظام اللبناني التي تدّعي أن الصراع عندنا هو سياسي صرف، أي «التمترّس الطائفي». فجاء الريبورتاج معبّراً عن أحزاب استطاعت أن تمحو أي بُعد طبقي من عقول شبابها. هؤلاء لم يجدوا أي حدّ أدنى يجمعهم، ولم يروا أن الوضع الاقتصادي ـ الاجتماعي وصل إلى أسوأ حالاته.
بدأ الفيلم بتعريف كل طالب عن نفسه، وسبب اختياره لجامعته. وأوضح رودريغ أنه «دخل الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، «لأن المحيط مسيحي، وهنا أحسُّ بخصوصيتي». فيما وضع ممثلو «حزب الله»، في دائرة الاتهام، محاولين الدفاع عن لبنانيتهم.
في الحلقة، غرق الطلاب في عشوائيات الخطاب القبلي، ورددوا ما يتناقله الشارع والزعماء من معلومات خاطئة. هكذا أكدّ أحدهم: «يقول ابراهيم الأمين: «نحن لبنان في إيران، وإيران في لبنان» (والحقيقة أن الزميل الأمين لم يقل هذا الكلام يوماً). كما اعتبرت جنا (التقدمي الاشتراكي)، أن تحرّك 14 آذار صبّ في سبيل قضية، أما المعارضة فتحرّكت لتدمير لبنان!
أما فيصل، المنتسب إلى تيار «المستقبل»، فبدا «مستعدّاً لتلبية أي طلب يأمر به الزعيم سعد». وبقي كلام رورديغ (القوات) هو الأخطر حين اعتبر أن الحكومة أوقفت حرب تموز، لأن «هوديك الجماعة» كانت علاقتهم سيئة بالغرب، وبالتالي عليهم الخضوع للحكومة لأنها أوقفت الحرب. النقاش هنا، ليس إذا أوقفت الحكومة الحرب أم لا، بل هو في مفهوم الدولة... هل وصلنا إلى درجة يعتبر فيها طالب العلوم السياسية أن الدفاع عن الشعب، ليس من أولويات الحكومة، بل منّة منها؟