strong>فاطمة داوود
العدوان الأخير على لبنان لم يؤثّر على إيلي صعب، بل حفّز مخيّلته الإبداعيّة، وزاده تصميماً على رفع التحدّي. فـ“شمس بيروت” لن يسرقها أحد، كما يقول... وقد حملها أخيراً إلى باريس، ملفّعة بالموسلين والـ crêpe والحرير. وقفة مع مصمّم الأزياء العالمي عشية انطلاق عام جديد.

في مشغله في وسط بيروت، يستقبلك إيلي صعب مبتمساً. يتحدث بحماسة عن الملابس الجاهزة التي أعدها لربيع وصيف 2007. وهو يرى في مجموعته الجديدة “شمس بيروت” التي عرضت أخيراً في باريس، دلالة على انبعاث المدينة من تحت الرماد. اختار صعب الذهبي لوناً واحداً لجميع فساتين عرضه، إذ أراد أن يرمز إلى توّهج المدينة “مهما بدّلت نيران العدوان الإسرائيلي من ألوانها، ومهما خفت بريقها بسبب التجاذبات السياسية الداخلية”. لا يخفي صعب في حديثه إلى “الأخبار”، أنه بدأ التحضيرات الأولى للمجموعة قبل اندلاع العدوان. حينها، كانت التصاميم مليئة بالألوان، إلاّ أن الظروف الطارئة بدلت ملامح المشهد: “وددت توجيه رسالة إلى العالم عن صورة بيروت بعيداً من الحرب، فهي تحبّ صخب الحياة. لذا، ترينها قادرة على الانتفاض سريعاً، كإشراقة الشمس بعد المغيبيوم افتتح صعب المبنى الخاص به في بيروت، لم يعبأ كثيراً بالتهم الموجّهة إليه، بأنّه يهمل السوق الداخلية ويركّز على أوروبا وأميركا. يوضح مبتسماً: “مهما حقق الإنسان نجاحاً في الخارج فلا بدّ من أن يعود إلى وطنه. نقطة الانطلاق تبقى الركيزة الأساسية في مسيرة أي فنان... فكيف إذاً ونقطة انطلاقتي كانت بيروت؟ حتى لو أنني أزور باريس كثيراً، فهذا يعود أولاً إلى طبيعة العاصمة الفرنسية وعلاقتها التاريخية بالموضة من جهة، والنقاط المشتركة التي تتقاسمها مع بيروت، من جهة ثانية”. لكن صعب لا يفكّر بأن ينظم عرضاً لـ“شمس بيروت” في بيروت، على رغم أن زميله نيكولا جبران عرض مجموعته بعد أيام من العدوان. يجيب بصوت هادئ: “هذا ليس تقصيراً تجاه لبنان، حسبي أن وسائل الإعلام العالمية غطّت عرض باريس. لو كان بوسعي اجتذاب وسائل الإعلام الأجنبية إلى هنا لما قصّرت. لكن الموضوع خارج عن إرادتي بسبب الأوضاع الأمنية”.
في العرض الباريسي، استوحى صعب القصّات من أجواء السبعينيات وأزياء نجماته، مثل سيلفي فارتان وداليدا وبريجيت باردو. لكنه قدم خطوطاً جديدة لم تظهر في تصاميمه السابقة، دعّمها في شكل أساسي بجودة الأقمشة المستخدمة والألوان المضيئة اللمّاعة. ضمّت التشكيلة نوعين من الفساتين: قصيرة تكشف بأناقة عن قسم كبير من الساقين، وتضيق عند الخصر بحزام عريض، وتركّز على منطقة الكتفين والعنق الطويل من خلال القصّات المثيرة والجريئة، وياقاتها المدورة. أما الفساتين الطويلة فجاءت في معظمها مكشوفة عن الكتفين، تلتصق في جزئها العلوي بالجسم ثم تتسع ما دون الصدر في شكل فضفاض لمزيد من الحركة والخفّة. كما حضر بقوة على خشبة العرض الـ“ميني شورت” المتجانس مع القمصان الطويلة والقصيرةسخّر صعب لمجموعته تشكيلة متنوعة من الأقمشة، فكان “الموسلين” المطعّم بالورود والحرير، والـ“كريب جورجيت”. ولكي تكتمل الصورة، أطلق للمرة الأولى عدداً من الأكسسوارات الملائمة لكل تصميم، لعلّ أبرزها الجزادين الذهبية الكبيرة الحجم. على رغم أن اسمه ارتبط بتصاميم لهالي بيري وشارون ستون وكاثرين زيتا جونز وأميرات وملكات من العالم العربي، يوضح أن احترامه للمرأة يجبره على التعامل مع كل زبونة حسب شخصيتها. لكن المصمم الذي يرى أن مكانة الإنسان تتعلق بشخصيته لا بموقعه الاجتماعي، يعترف بخفر بأنه يفضل الملكة رانيا التي قدمت صورة مشرقة عن المرأة العربية. أخيراً، يفتتح إيلي صعب مطلع العام المقبل فرعاً جديداً في باريس، “سيكون صورة طبق الأصل عن التصميم المنفذ في بيروت”، على أن يتبعه افتتاح فروع في نيويورك ولندن ولوس أنجليس.