مهى زراقط
تعرّض الزميل حسين سعد (مراسل “تلفزيون الجديد” و“صوت الشعب” وصحيفة “السفير”) قبل يومين لاعتداء بالضرب في بلدة عين ابل على يد عدد من أبناء البلدة. وجاء الاعتداء عليه بعد يومين من التهجّم على زميلته سمر شدياق في البلدة عينها.
ما أفاد به المعتدون الذين أُوقفوا أن سعد هو الذي بادر إلى الاعتداء، وأصرّ على التصوير رغم ممانعتهم. وهذا ما ينفيه سعد لأنه لم يكن يحمل كاميرا آنذاك، بل كان يسجّل مشاهداته. لكن ما يتناقله الإعلاميون الذين كانوا موجودين في البلدة لتغطية انتشار الجيش اللبناني فيها أن الأشخاص الذين اعتدوا بالضرب كانوا يشتمون “تلفزيون الجديد” ويستنكرون تغطيته المنحازة ضدّهم خلال الحرب(!!) وتجاهله للبلدة ومعاناتها.
ليس جديداً أن يغضب مشاهدون لبنانيون من محطة تلفزيونية، بل هذا بات عرفاً في لبنان حيث لكلّ محطة تلفزيونية جمهور ومنطقة وفقاً لسياسة أصحابها ومموّليها. ويتندّر الإعلاميون في ما بينهم على حفاوة يلاقيها زميل في منطقة “محسوبة” على محطته، وجفاء (يصل إلى الضرب!!) في منطقة أخرى.
ولا يقتصر غضب المشاهدين على سياسة المحطة، بل يتعدّاه إلى ما تفـــعله هذه المحـــطات في تصريحاتهم والطريقة التي “تستعملهم” فيها كما قالت سيّدة جنوبية للزميل غسان بن جدو في تقريره الخاص عن المقاومة الذي أجراه في بلدة مارون الراس: “لا أريدك أن تحذف شيئاً ممّا قلته. قبل أيام جاءت إحدى المحطات ونقلت من كلامنا فقط ما أعجبها وتوافق مع سياستها”.
انتقادات المشاهدين للتلفزيون عن تحويره لكلامهم وتلاعبه بنقل صورتهم لا يختلف عن انتقادات السياسيين له... الجديد في الأمر أن قرار الانتقام من الوسيلة الإعلامية كان خياراً متاحاً للسياسي الذي يستطيع إقفال محطة تلفزيونية، ولصاحب المال الذي يستطيع أن يضيّق عليها... لكن في لبنان بات متاحاً أيضاً للمشاهد القادر على... الضرب.