منذ حوالي عامين، توقّفت الأرض عن الدوران. الأزمة الوبائية زجّتنا في صوامعنا، أحدثت تحوّلاً، نزوحاً افتراضياً للخشبة والفن السابع وغيرهما من الفنون، أفرزت مفردات وظواهر وحتى «ثقافة» خاصّة بها. هذا على كوكب الأرض الذي حاول إيجاد توازن ما على حبل الجائحة. لكن هنا تحديداً، فوق هذه البقعة، توقّفت الأرض تماماً عن الدوران. مشهد أبوكاليبتي، أضافت إليه الروايات «الشعبية» شكلاً أشد رعباً. بيروت المستوحشة بظلمتها، بكربها، بضيقها، بظلامها، استحالت سجناً كبيراً لقاطنيها، لا يملكون ترف الهجرة ولا المواصلة بأدنى مستويات العيش. يُحكى عن أُناس، مواطنين، أفراد يضعون أكياساً سوداء على رؤوسهم ويخرجون ليلاً للبحث في مستوعبات النفايات عما يسدّون به رمقهم.