في عام 2015، صدرت سيرة ذاتية لحبيب صادق على شكل حوار حملت عنوان «حوار الأيام» (دار الفارابي). اندرج العمل ضمن مبادرة «الذاكرة المحكية للبنان» التي أطلقتها «مؤسسة المحفوظات الوطنية» لتسجيل الذاكرة الوطنية على لسان شخصيات عامة عاصرت محطّات سياسية واجتماعية وثقافية مفصلية. انقسم الحوار الذي أجراه طانيوس دعيبس مع حبيب صادق، إلى قسمين أساسيّين: مرحلة الجنوب ومرحلة بيروت. البداية كانت مع مرحلة الجنوب التي تتبع طفولته في قريته الخيام، وانتقاله إلى النبطية (حيث ترعرع)، وعلاقته بوالده الشيخ عبد الحسين صادق وتأثره الكبير به، رغم رحيله المبكر وهو لا يزال حدثاً في الصف الابتدائي الخامس (كان والده رجل دين بارزاً وشاعراً وخطيباً، احتلّ مكانةً سياسية بارزة، فكان الناطق باسم أهل جبل عامل حين قابلوا وفد الأمير فيصل في عام 1919). نقرأ أيضاً عن علاقته بوالدته منّا راضي وإخوته، وصولاً إلى ذكرياته في قريته والقرى المجاورة، وصولاً إلى مرحلة ما بعد التخرّج، حين أصبح مدرّساً في المدرسة الرسمية. هنا، يتوقف عند محطات تاريخية من تاريخ لبنان كانتخاب كميل شمعون واغتيال رياض الصلح والتظاهرات التي أعقبت اغتياله وكيف شارك فيها.

في «مرحلة بيروت»، يتحدّث صادق عن حياته في العاصمة، حيث سكن في المصيطبة. يشرح علاقته بالمدارس التي بدأ التدريس فيها حتى انتقل «قسرياً» إلى منطقة جبل لبنان للتعليم هناك في مدرسة الزلقا الابتدائية، وصولاً إلى تجربته في التعليم في سجنَي الرمل والقلعة. في تلك الأثناء، واظب على حضور ندوات «الندوة اللبنانية»، و«النادي الثقافي العربي»، وأنشطة ثقافية كانت تُقام في «المركز الثقافي السوفياتي». اهتم أيضاً بالكتابة، فكانت أولى تجاربه البيروتية الصحافية في جريدة «الأخبار» (كان مالكها سهيل يموت آنذاك ولم تستمر إلا ثلاثة أشهر) كاتباً ومحرراً (ومشرفاً إدارياً عليها)، كما كان يكتب باسم مستعار هو «أبو جلا» حرصاً على وظيفته الرسمية. كذلك كانت «الفلك العربي» تخصه بمقالٍ؛ إلا أن أول ما نشره من قصائد كان في مجلتَي «الألواح» و«الثقافة الوطنية».
تحدث صادق في تلك المرحلة عن علاقته بكثيرٍ من الأدباء والمثقفين القادمين من الجنوب كإملي نصر الله ومحمد دكروب وعبد اللطيف شرارة وسلام الراسي؛ وعلاقته الوطيدة مع الشيخ واللغوي عبد الله العلايلي. بعد ذلك، دخل مراحل مختلفة؛ متشعباً في علاقاته الإنسانية والاجتماعية من خلال أنشطة سياسية واجتماعية وثقافية. كتب للإذاعة اللبنانية برامج ومسلسلات مثل «في مثل هذا اليوم»، «العدالة والحياة»، و«الفصل الأخير»، وساهم في إنشاء «مستشفى الفنار» كأول مستشفى في جنوب لبنان يعالج الأمراض النفسية والعصبية (تم بناؤه أثناء عمله رئيساً لدائرة المحاسبة في وزارة الصحة العامة عام 1964).
يحكي صادق عن انتسابه إلى «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» (عام 1964، أي سنة تأسيسه)، حين ارتبط به «ارتباطاً عضوياً كأنني عثرت على ضالّتي في قيامه». عاد بعدها للعروج على أول انتخاباتٍ شارك فيها (وخسرها) مرشحاً للمجلس النيابي (1968) بعيداً عن «البكوات» الذين كان نفوذهم قوياً للغاية. شارك صادق في انتخابات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ليفوز بخمسة مقاعد (عام 1975 ضمن لائحة «التضامن الوطني»). أما في مرحلة بيروت الخامسة والأخيرة، فيورد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 9 أيلول 1977 وسنوات «منفاه» الاختياري في بغداد، ثم باريس. يمر على مرحلة الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 التي شهدها في بيروت، لينتهي بمرحلة الانتخابات النيابية عام 1992 مرشحاً على لائحة «حركة أمل» قبل أن يقع الخلاف بينهما في المجلس النيابي.