◄ للمرّة الأولى، تتقارب ذائقة الجمهورَيْن المصري والسعودي في ما يتعلّق بالأفلام الجديدة، إذ حققت أشرطة عيد الأضحى المصرية الترتيب نفسه في شبّاك التذاكر السعودي. جاء ذلك بعدما شهدت سوق المملكة تحقيق أعمال سينمائية عدّة لإيرادات ضخمة رغم فشلها في الـ«بوكس أوفيس» المصري، مثل «وقفة رجالة» (تأليف: هيثم دبور، إخراج أحمد الجندي) و«شوغر دادي» (تأليف: لؤي السيد، إخراج: محمود كريم). علماً أنّ العمل الأخير الذي طُرح في الصالات السعودية قبل نحو شهرين جمع ما يعادل 7.4 ملايين دولار أميركي، بينما لم تتخطّ الأرباح في مصر حدود الـ 225 ألف دولار.

وفيما يخص إيرادات الأسبوعَيْن الأخيرَيْن في السعودية، فقد حصد فيلم «بيت الروبي» (الصورة ــ تأليف محمد الدباح وريم القماش، إخراج: بيتر ميمي) ما يعادل 2.7 مليون دولار، فيما جاء ثانياً فيلم «تاج» (تأليف: تامر حسني، إخراج: سارة وفيق) بـ 1.5 مليون تقريباً، في الوقت الذي احتفظ فيه فيلم «البعبع» (تأليف: إيهاب بليبل، إخراج: حسين المنباوي) بالمركز الثالث (المرتبة نفسها في مصر) مع 930 ألف دولار.

■ ■ ■


◄ أثارت زيارة النجم السوري وائل شرف (الصورة) لليبيا ضجة كبيرة، خصوصاً أنّه وثّقها لحظة بلحظة عبر حساباته الافتراضية التي ينشط عليها بشكل مكثّف. فقد نشرت صفحات كثيرة خبراً عن تلقيه مبالغ طائلة كهبات ومكافآت وقالت إنّ الشعب الليبي أحقّ بهذه الأموال! تساءل آخرون عن سبب المواكب والطقوس والاحتفاليات التي رافقت نجم «باب الحارة»، ولا سيّما أنّه قدّم في مسيرته «دراما رجعية تحقّر المرأة».


تابع المنتقدون، متسائلين: «هل رأيتم أحداً يهتم بممثل ليبي في أي بلد عربي أو غيره؟». من جهة، ردّ الممثل المقيم في لندن في حديث معنا على الحملة التي طاولته، قائلاً: «بالفعل تلقيت الملايين في هذه الزيارة، لكن ليس من النقود، بل من القلوب المحبة! منذ سنة 2008، أتلقى دعوات إلى ليبيا ولم تسمح لي الظروف بتلبيتها. اليوم تحققت أمنيتي، كما أعتقد أنّه من الواجب علينا محاولة دعم هذا البلد كما يستحق فعلاً، وقد أتيحت لي فرصة اكتشاف جماله وخصوصيّة وطيبة أهله، وهذا كل شيء!».

■ ■ ■


◄ بعد مشوار طويل، تمكّن الممثل السوري وائل زيدان (الصورة) من إثبات نفسه بعيداً عن حظوة شقيقه النجم أيمن زيدان، خصوصاً أنّ الأخير كان قائماً لفترة طويلة على أهم القرارات الإنتاجية في سوريا. لكن وائل كرّس نفسه كممثل فطري، لا يؤدي إلا بمنتهى العفوية والبساطة ومجافاة التكلّف والتصنّع، وهي المفردات المطلوبة بإلحاح شديد عند الحديث عن فن التمثيل بمنطقه المعاصر.


وعلى الرغم من عمله كمدير إدارة إنتاج إلى جانب كونه ممثلاً، إلا أنّه اعتزل مهنة إدارة الإنتاج نهائياً منذ أعوام وتفرّغ لشغله الإبداعي. في آخر لقاء إعلامي له، صرّح وائل أنّه اضطر خلال الفترة الماضية لزيارة طبيب نفسي وتلقّي علاج كامل من الاكتئاب الذي أصابه إثر وفاة شقيقه شادي زيدان (1973 ــ 2023)، ولا سيّما أنّه كان حاضراً في موقع تصوير اللوحات الشامية عندما تعرّض الراحل للجلطة الدماغية وسقط أرضاً، وهو من أسعفه إلى المستشفى الذي قبع فيه لأيام قبل أن يفارق الحياة. ولأنّ هذه المشاهد لم تعد تفارقه نهائياً، لجأ إلى طبيب نفسي وطلب من الجمهور عدم التردّد في الإقدام على مثل هذه الزيارة، خاصة أنّ بلادنا تعيش أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية متلاحقة.