«أكبر مهرجان ترفيهي في الوطن العربي» لا يملك صفحة رسمية على فايسبوك أو أيّ من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، ما يطرح تساؤلاً أساسياً عن انطلاق «مهرجان العلمين الجديدة»، أمس الخميس من دون الاستعداد الكافي والاكتفاء بالدعاية عبر الشاشات التلفزيونية، وخصوصاً تلك التابعة لـ «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» (التابعة للمخابرات المصرية) التي تحتكر كل الفعاليات المهمة في المحروسة.
تندرج نانسي عجرم ضمن جدول الحفلات التي لم تُعلن تفاصيلها

لا صوت يعلو فوق صوت «مهرجان العلمين الجديدة». على مدى أسبوع كامل، شهدت مصر دعايةً مكثفةً لحدث ترفيهي هو الأوّل من نوعه في مصر، يصفه منظموه بأنّه «الأكبر في الوطن العربي»، إذ يستقبل مليون زائر على مدار ستّة أسابيع تقريباً. لا يقول المنظمون كيف ضمنوا وجود هؤلاء، ولماذا لم يستبدلوا كلمة «يستقبل» بـ «يستهدف»، كما جرت العادة في هذا النوع من الفعاليات. لا رئيس معلناً للحدث أو مدير أو متحدّث رسمياً. إنّه فقط «مهرجان العلمين الجديدة» الذي انطلق أمس الخميس ويستمرّ لغاية 26 آب (أغسطس) المقبل، تحت شعار «العالم علمين». لم يتابع الحملة الدعائية سوى الفئة المتمسكة بمشاهدة القنوات التلفزيونية. أما الشباب الذين يعتبرون الفئة المستهدفة، فطرحوا تساؤلات عدّة في العالم الافتراضي، وخصوصاً بعد اكتشاف عدم وجود صفحات رسمية. يضمّ الحدث فعاليات وحفلات منوّعة، لكن لم يُطرح أي برنامج تشجيعي للحضور. فهل سيعتبر جمهور الحفلات من زوّار المهرجان؟ الجمهور موجود فعلاً لتلك الحفلات في كل إجازة صيف، إلا أنّ الفارق هذه المرّة هو تغيير المكان، ودمج كل الحفلات تحت عنوان واحد، مع إضافة عروض أزياء، واستعراض سيارات، وبطولة لكرة القدم الشاطئية، وأخرى عالمية للبادل (من رياضات المضرب)، وبطولة تجديف، وتحدّي «جيت سكي»، وغير ذلك من الألعاب المرتبطة بالشاطئ. لا اهتمام بالإعلان عن أسعار خاصة للزوّار أو تخفيضات في أسعار إقامة الفنادق وغيرها من الأمور، فيما طالت الانتقادات حفلة تامر حسني المقررة في 21 من الشهر الحالي، بسبب التفاوت الواضح في أسعار التذاكر. إذ إنّ قيمة التذكرة الأولى 240 دولاراً أميركياً تقريباً شرط أن يشتري كل 10 أشخاص طاولة واحدة، أي أن يدفعوا سوياً 2400 دولار، بينما توازي قيمة أقل تذكرة 10 دولارات. هكذا، انطلقت موجة سخرية من قبل المصريين كعادتهم، إذ أكّدوا أنّ من سيدفع هذا المبلغ سيشاهد الحفلة من مدينة أخرى مقارنةً بدافعي مئات الدولارات لقاء الحصول على التذاكر باهظة الثمن. علماً أنّه إلى جانب «نجم الجيل»، تستقبل العلمين الجديدة اللبنانيين راغب علامة وإليسا ونانسي عجرم، بالإضافة إلى أنغام وعمر خيرت وفرقة «كايروكي» من مصر، فضلاً عن مغني الراب الأميركي Russ وعرض أزياء للمصمّم الفليبيني المقيم في دبي مايكل سينكو.
وصفه منظمّوه بأنّه «الأكبر في الوطن العربي»


المؤتمر الصحافي الذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي في قلب «العلمين الجديدة»، تأخّر عن موعده ساعتين، واستمر لنصف ساعة بمشاركة رئيس «الشركة المتحدة» عمرو الفقي، ووزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، ووزير الشباب والرياضة أشرف صبحي. لاحظ الصحافيون أنّ الكلمات كلها رسمية، في ظلّ غياب التفاصيل وعدم تقديم أيّ من المتحدّثين معلومات عن مواعيد الحفلات. كما أنّه لم تُقَم جولة لتفقد أماكن الفعاليات، أي إنّ أهل الإعلام تكبّدوا عناء الانتقال من القاهرة إلى العلمين والعودة في اليوم نفسه من أجل نصف ساعة فقط من دون السماح لهم بإجراء حوارات أو طرح أسئلة. كل ما سبق دعم فرضية أنّ الدعاية المبالغ فيها للمهرجان من دون تفاصيل فعلية على الأرض، تهدف فقط إلى التغطية على تراجع الدور المصري عربياً بسبب النجاحات التي حققها أخيراً «موسم الرياض»، والتركيز على عبارات مثل «مليون زائر» و«أكبر مهرجان ترفيهي»، ما هو إلا فعل عناد ضدّ الحدث السعودي الذي سبّب انتقادات كبيرة للدولة المصرية المتّهمة بعدم الاهتمام بقوّتها الناعمة والتضييق على المهرجانات الخاصة والحكومية مقابل احتكارها للفعاليات الكبرى، لكن من دون توفير عناصر النجاح الكافية لتلك الأحداث البرّاقة من الخارج والخاوية من الداخل، كما يحدث مع «مهرجان العلمين الجديدة».